تميز جهة الداخلة وادي الذهب بشريط ساحلي يبلغ طوله 667 كيلومترا، ما يجعلها واحدة من أغنى مناطق الصيد البحري بالمملكة، إذ يبلغ معدل الإنتاج بها 65٪ من الثروة السمكية على الصعيد الوطني. كما تنفرد الجهة بخليج بحري متميز يمتد على مساحة تبلغ 400 كيلومترا مربعا، يعتبر شريان الحياة لأنواع عديدة من الأسماك والرخويات والآلاف من الطيور المائية.
حدو بوخرصة، مندوب الصيد بالنيابة، ورئيس مصلحة الصيد البحري بجهة الداخلة وادي الذهب، قال إن الأساطيل العاملة في المصيدة الجنوبية الأطلسية (المخزون س)، تنقسم إلى نوعين؛ النوع الأول هو أسطول الصيد الساحلي المتكون من 75 مركبا، والثاني هو أسطول الصيد بأعالي البحار RSW الذي يتكون من 23 باخرة.
وزاد المتحدث أن مندوبية الصيد بالداخلة مسؤولة عن تتبع أنشطة الأساطيل العاملة في المصيدة الجنوبية الأطلسية، سواء من حيث المحافظة على المخزون السمكي أو من حيث جودة إفراغات السفن لتتلاءم مع المعايير الدولية، إضافة إلى تتبع الحصص المحددة لكل باخرة.
محمد السملالي، مكلف بأحد وحدات تجميد سمك السردين بالداخلة، قال إن المنطقة تشتهر بثّروة سّمكية متنوعة ووفيرة جداً؛ وهو ما جعلها محط اهتمام المستثمرين مغاربة وأجانب، وتعتبر موردا اقتصاديا مهما للمغرب والجهة، إذ تنتج عدة أنواع من الأسماك، منها الأخطبوط والأسماك السطحية والقشريات وغيرها، وتضم أزيد من 90 وحدة صناعية لتجميد الأسماك، منها 29 وحدة للتجميد ومعالجة سمك السردين.
وأضاف المتحدث ذاته أن كل وحدة صناعية لديها كوطا ما بين 6000 و10000 طن حسب قدرة تجميد كل منها، إذ تكون مجموعات، كل مجموعة مرتبطة بباخرة صيد بأعالي البحار RSW، “تصطاد كمية 200 طن في الجولة عن كل رحلة 48 ساعة خلال 6 أشهر الأولى من السنة، و250 طنا عن كل رحلة خلال 48 ساعة خلال ستة أشهر الباقية من السنة”.
وأوضح المتحدث أن الكميات المصطادة من سمك السردين تمر عبر مراحل عدة؛ فبعد إفراغها في صهاريج شاحنات خاصة بميناء الداخلة، يتم نقلها مباشرة إلى المعمل، حيث يتم إفراغها في صهاريج المعمل المبردة للحفاظ على جودة المنتوج، وتبدأ معالجة الأسماك باستعمال آلات تمكن من فرز الأسماك حسب أحجامها، تليها مرحلة القص، إذ يتم قص الرأس والذيل وإزالة الأمعاء باستعمال آلات؛ ثم تليها مرحلة التجميد والتعليب في البلاستيك و”الكارطون”، استعدادا للتصدير في اتجاه الأسواق الأوروبية والأمريكية وبلدان إفريقية، أما الأسماك غير الصالحة وبقايا الرأس والذيل والأمعاء (الكوانو) فيتم نقلها مباشرة إلى معامل دقيق السمك بمدينة العيون.
وحول المشاكل التي تواجه القطاع قال مصطفى كيموح، مسؤول بأحد شركات التجميد الأسماك بالداخلة، إن المشكل الأكبر الذي يعيق السير العادي للعمل يتمثل في انعدام الأمن وانتشار الجريمة، وزاد: “لا يمضي يوم إلا ونسمع عن إحدى تلك السرقات المنظمة التي تستهدف وحدات التجميد، كما هو الحال بالحي الصناعي بالداخلة، الذي أصبح مرتعا لعصابات تمتهن السرقة وتسترزق من النشل وتخريب ممتلكات الشركات؛ وهو الأمر الذي يمس بشكل مباشر بأرباب وحدات التجميد، وبشكلٍ آخر فهو يمُس بسمعة مدينة الداخلة كقبلة آمنة للاستثمار والمستثمرين ومجال خصب للمشاريع الاقتصادية التي من شأنها تنمية المدينة والدفع بعجلتها الاقتصادية والاجتماعية إلى الأمام”.
للإشارة فإن الكميات المصطادة في أسطول الصيد الساحلي بالجهة منذ بداية يناير إلى شهر غشت من سنة 2017 قد بلغت 98966،19 طنا، بقيمة مالية ناهزت 247443074،53 درهما. أما أسطول الصيد بأعالي البحار فبلغت الكميات المصطادة به 254487،89 طنا، بقيمة مالية 449550455،10 درهما.
البحرنيوز: هسبريس لقراءة المقال بالمصدر من هنا