وجهت غرفة الصيد البحري المتوسطية مراسلة رسمية إلى السيد عامل إقليم بركان تطلب فيها التعجيل بالترخيص لإنشاء مشروع نقطة تفريغ مجهزة بميناء السعيدية. حيث أكدت الغرفة في مراسلتها على أهمية هذا المشروع في دعم التنمية المجالية المندمجة التي دعا إليها صاحب الجلالة نصره الله بمناسبة الذكرى 26 لعيد العرش المجيد، والتي تهدف إلى تمكين جميع المواطنين من الاستفادة من ثمار التقدم والازدهار، مع التركيز على دعم التشغيل والاستثمار المحلي من خلال تثمين المؤهلات الاقتصادية الجهوية.
وأوضح رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية منير الدراز في ذات الوثيقة، أن المشروع، الذي تم برمجته في إطار اتفاقية شراكة تضم قطاع الصيد البحري، الجهة الشرقية، السلطة المحلية، الجماعة المعنية، وشركة تنمية منتجع السعيدية (SDS)، لم يتم إنجازه إلى اليوم رغم مرور فترة طويلة على إطلاقه، مما أثر على تطوير القطاع البحري بالمنطقة وعلى المستثمرين المحليين.
ويشمل المشروع، حسب المراسلة، إنشاء نقطة تفريغ مجهزة بميناء، ومرافق متكاملة تشمل مخازن، مصنع لإنتاج الثلج، وسوق لبيع المنتوج البحري، وهو ما سيساهم بشكل مباشر في تحسين جودة الخدمات، دعم صغار الصيادين، وتحفيز الاستثمار في القطاع البحري. واختتمت الغرفة مراسلتها بالطلب من السيد العامل التدخل العاجل لإعطاء الترخيص اللازم لإنجاز المشروع، من أجل تجاوز التأخير الذي استمر لعقود وضمان مساهمة المشروع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
ويتساءل المهتمون والمهنيون المحليون ، عن تأخر الجهات المختصة في فك طلاسم كابوس “البلوكاج” الذي يعيق تحرك المشروع، بعد سنوات من الإنتظار والشد والجدب، المرتبط أساسا بتحديد البقعة الأرضية التي ستحتوي هذا المشروع الواعد على مساحة تقارب 600 متر مربع بالمحاذاة مع الميناء الترفيهي والسياحي التابع للسعدية. حيث إنخرطت لجنة مختلطة بالسعدية في وقت سابق في نقاشات قوية من أجل فك طلاسيم البقعة الأرضية المطلوبة، بغرض إنجاز مشروع نقطة التفريغ المجهزة، وهي البقعة التي شكلت محور لقاءات سابقة جمعت مختلف الطراف المتدخلة. تماشيا مع توصية اللجنة المختلطة، التي حددت البقعة الأرضية المتواجدة على مقربة من الحوض رقم 3 للميناء الترفيهي بالمحطة السياحية بالسعيدية .
وكان قانون المالية 2019 قد خصص 45 مليون درهم لإنجاز مشاريع مهيئة والمندمجة للصيد التقليدي، وذلك لبناء مجموعة من نقط التفريغ ضمنها نقطة التفريغ المجهزة “السعيدية”. فيما كشفت وثيقة سابقة صادرة عن وزارة الصيد البحري، أن هناك مجموعة من النقاط العالقة، تحتاج للمعالجة الآنية، خصوصا وأن وزارة الصيد قد جهزت مساهمتها المخصصة لإنجاز المشروع.
ويشدد مهنيو الصيد التقليدي بالمدينة الشرقية، على ضرورة إلتزام مختلف الشركاء في إنجاز المشروع، تماشيا مع توجهات الوزارة الوصية في تأهيل القطاع، وتوفير البنيات التحتية الكفيلة بتطوير أداء مهنيي الصيد، حيث الطلب متزايد من أجل إحدات نقطة التفريغ، أو برمجة ميناء صغير يعزز مداخيل المنطقة من قطاع الصيد البحري، إلى جانب الرؤيا المرتبطة بتطوير الجانب السياحي، خصوصا وأن قطاع الصيد التقليدي ظل يصنف كأحد القطاعات التي تنسجم مع التوجهات السياحية، إلى جانب كون أساليبه في الصيد تبقى إنتقائية وصديقة للبيئة .