ألقت الظابطة القضائية مممثلة في الدرك الملكي بآسفي يوم الخميس 14 نونبر 2019، القبض على أحد الأشخاص يشتبه في إنتمائه لخلية تنشط في السواحل الممتدة بين الجديدة وأكادير، في تزوير الدبلومات والشواهد الإدارية البحرية، حيث من المنتظر تقديمه أمام النيابة العامة المختصة بعد إستكمال مسطرة الأبحاث.
وحسب مراسلنا بآسفي فإن حصيلة الموقوفين في تطور، بعد توقيف ظنين أخر أمس الجمعة ينحدر من أسرة تنشط في قطاع الصيد بالجديدة وتملك مركبا للصيد الساحلي، وذلك على إثر إعترافات الظنين الأول، الذي ينحدر من دوار القيد سي عيسى. فيما لايزال البحث جاريا عن شخص أخر ، ينشط بين آسفي وأكادير كان يقوم بتزوير الأختام . كما تمت إثارة أسماء موظفين بالإدارة المركزية لقطاع الصيد في هذه النازلة.
واضاف مراسلنا محمد العكوري إستنادا إلى ما جمعه من معطيات، بأن عملية التوقيف قد جاءات على إثر مجموعة من الشكايات، التي رفعتها كل من مندوبية الصيد البحري بآسفي، وكدا معهد تكنولوجيا الصيد بالبحري بآسفي، شأنه في ذلك شأن مجموعة من المعاهد على المستوى الوطني، التي ظلت تردد وجود شبكة تنشط في تزوير شواهد التكوين . كان آخرها قبل شهر من الآن، حين ورد على مندوبية الصيد البحري بآسفي ثلاثة اشخاص يجملون شواهد ربان السطح ( la passerelle ) والميكانيك الآلة ( Machine )، محصلة بطانطان وأكادير ويطالبون بالحصول على ترخيص لممارسة المهام بطانطان .
وبعد أن تأكد المندوب بكون الدبلومات المحصلة هي مزورة يؤكد مراسل البحرنيوز ، تم الإحتفاظ بالسجلات البحرية للبحارة الثلاث ، وتمت إحالتها مرفقة بشكاية في الموضوع على وكيل جلالة الملك بآسفي ، حيث تم إستنطاق الأظناء الثلاث. هؤلاء الذين إعترفوا بكون الشواهد منحت لهم من طرف الظنين المنحدر من الجديدة والذي تم توقيف أمس الجمعة . هذا الآخير الذي إعترف بالمناسبة على ظلوع موظفين بإدارة الصيد في ذات القضية. وهو ما سيجعل من القضية قنبلة ستنفجر داخل دواليب إدارة الصيد، بإعتبار النازلة تكشف وجود إشتباه في مصداقية شواهد التكوين. وهو ما ينسف في العمق كل المجهودات المرتبطة بالإرتقاء بالتكوين البحري لرجال البحر.
وظلت مندوبيات الصيد البحري تضبط دبلومات و شواهد إدارية مزورة، وهي الوثائق التي تسمح لحامليها بقيادة المراكب على السطح ( الربابنة la passerelle ) أو الآلة ( الميكانيكيين Machine ) . ما يمكن تفسيره ينشاط الخلية، في توفير دبلومات مزورة، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 5000 درهم و 10000 درهم. وذلك بعد إيهام ضحاياها بإمتلاكها علاقات قوية، داخل مراكز القرار وعلى مستوى معاهد التكوين .
ووفق ما تداولته وسائط إعلامية متتبعة لهذا الملف بالمنطقة، فإن من قمة العجب أن يحصل شخص لم يزر المدرسة، على دبلوم يتطلب المعرفة باللغة الفرنسية، وكذا الحضور للمعهد . فيما ظل ذات البحار يشاهد وهو يبحر بميناء آسفي. ورغم ذلك حصل على الدبلوم ، بفضل قدرة البعض على توفير دبلومات وبروفيات مزورة لربان الصيد وميكانيكي، وكذا بيع دفاتر بحرية مزورة للمواطنين بملايين السنتيمات وهو ما يهدد سلامة القطع البحرية. حيث يعول المتتبعين للشأن البحري على التحقيقات والأبحاث التي باشرتها الجهات المختصة، في بحث تفاصيل القضية، وإنتشال جدورها لإعادة الإعتبار للشواهد البحرية.
يتبع …