الصيد البحري في مهرجان سيدي إفني .. إشعاع تراثي وتنموي يعزز الهوية المحلية

0
Jorgesys Html test

تشهد النسخة الرابعة من مهرجان إقليم سيدي إفني للثقافة والفن والرياضة، المنظمة تحت شعار “صوت التراث اللامادي ترسيخ للهوية والتنمية المستدامة”، مشاركة متميزة لقطاع الصيد البحري من خلال رواق متكامل أقامته مندوبية الصيد البحري بسيدي إفني، في إطار سياسة القرب والتواصل التي تنهجها كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري.

وقد شكل هذا الرواق منصة تفاعلية سلطت الضوء على غنى وتنوع الثروات البحرية بالإقليم، وكذا الجهود المبذولة من قبل القطاع في مجالات التدبير المستدام، والتثمين، والسلامة البحرية، مما يعكس بوضوح التزام كتابة الدولة بإشراك الفاعلين المحليين في دينامية تنموية شاملة تستحضر الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية.

وامتدت مساحة رواق الصيد البحري على 200 متر مربع، وتوزعت إلى خمس مناطق موضوعاتية مترابطة، تمثل مختلف محاور تدخل القطاع، همت  المنطقة المؤسساتية التي قدمت عرضاً مفصلاً حول مهام وبرامج ومشاريع كتابة الدولة على المستوى المحلي، في مقاربة شفافة تهدف إلى تقريب المعلومة من المواطن وتعزيز الثقة في الإدارة. ومنطقة تسويق المنتجات البحرية (المارايج) سلطت الضوء على سلاسل التوزيع والتسويق، مع عرض نماذج من المنتوجات البحرية المتنوعة التي تزخر بها سواحل سيدي إفني، ما أتاح للزوار التعرف على الجودة العالية لهذا المورد الحيوي.

كما هم الرواق منطقة صناعات الصيد، التي أبرزت الدور المتنامي لوحدات التحويل والتثمين والتصدير في خلق فرص الشغل والمساهمة في الدورة الاقتصادية المحلية؛ ومنطقة تربية الأحياء المائية ركزت على الإمكانات الكبيرة والمشاريع المستقبلية في هذا المجال الواعد، باعتباره رافعة مهمة للاقتصاد الأزرق بالإقليم؛ ثم منطقة الإنقاذ والسلامة البحرية عرضت التجهيزات والتقنيات المعتمدة لضمان أمن وسلامة العاملين في البحر، فضلاً عن مبادرات الوقاية من التلوث البحري.

واختُتمت هذه المشاركة بحصة تذوق للمنتوجات البحرية، شكلت تجربة حسية للزوار لاكتشاف النكهات الفريدة لمنتوجات البحر المحلي، مما يعكس جودة الموارد البحرية ونجاح جهود التثمين والتسويق. حيث لاقى رواق الصيد البحري استحساناً واسعاً من طرف الزوار، المهنيين والسلطات المحلية، الذين اعتبروا هذه المبادرة تعبيراً صريحاً عن الدور الحيوي لقطاع الصيد البحري في النسيج التنموي للمنطقة. كما جسدت هذه المشاركة رؤية كتابة الدولة في جعل الصيد البحري فاعلاً محورياً في التنمية المستدامة، من خلال إشراك الساكنة والمهنيين وتعزيز ثقافة القرب والانفتاح.

وفي هذا السياق، يمكن اعتبار مشاركة مندوبية الصيد البحري بسيدي إفني في مهرجان الإقليم،  نموذجاً ناجحاً لتكامل الأبعاد الثقافية، الاقتصادية والبيئية، في خدمة مشروع تنموي يحترم التراث ويستثمر في المستقبل. وهو ما ينسجم وفق المهتمين ،  مع روح المهرجان، الذي جعل من التراث اللامادي منطلقاً لترسيخ الهوية وبناء أفق تنموي متجدد.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا