عمار الحيحي*
إنعقد أمس بمقر وزارة الصيد البحري كما هو معلوم إجتماع عاصف للجنة تتبع مصيدة الأخطبوط جنوب بوجدور حيث أبان مهنيو الصيد بأعالي البحار حسا كبيرا من المسؤولية والمهنية الحقيقية بدفاعهم المستميت عن مستقبل إستثماراتهم ولو بالتضحية بالموسم الصيفي لصيد الأخطبوط والدفع في إتجاه إلغائه نهائيا..
المطالبة بإلغاء الموسم الصيفي نهائيا من طرف مهنيي الصيد بأعالي البحار، له مبررين وجيهين أولهما ان الفترة الزمنية المقترحة تتزامن من توالد وتفريخ الأخطبوط بكثافة، هذا و إن حصل إستئناف الموسم الصيفي في منتصف غشت قد تحصل الكارثة لا قدر الله في تدمير صغار الأخطبوط. وبالتالي سيصبح الموسم الشتوي المقبل على كف عفريت، وقد تعود عقارب الساعة إلى مأساة سنتي 2003-2004 ، حينها أفلس ثلث أسطول الصيد بأعالي البحار. المبرر الثاني هو تكاليف الإنتاج المهولة بسب تضاعف فاتورة الكازوال مرتين، حيث يصعب على مبيعات السفن تحملها…
بالمقابل ممثلو مهنيي الصيد الساحلي بالجر، دافعوا بإستماتة قبل عيد الأضحى عن إستئناف الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط شمال بوجدور، حيث لبت الإدارة مطلبهم بعد مخاض عسير وحددت المدة الزمنية للموسم في 60 يوما من 15 يوليوز حتى 15 سبتمبر، وكوطا قدرت في 8385 طن مشتركة ما بين الصيد بالجر و الصيد التقليدي ؛ لكن كيف هي المردودية المادية الآن بعد قرابة اسبوعين من إنطلاق الموسم في ظل الفاتورة المهولة لتكاليف رحلات الصيد؟
ما يجهله او يتجاهله مهنيو الصيد الساحلي بالجر أن المبيعات السنوية لمراكبهم، لا تمثل فيها مبيعات الأخطبوط سوى 25 في المائة على أقصى تقدير، أما 75 في المائة الأخرى فهي من مختلف الأصناف الأخرى..!
في الأيام القليلة القادمة ستخفص مندوبيات الصيد البحري شمال بوجدور من حجم الكوطا اليومية المخصصة لمراكب الجر و قوارب الصيد التقليدي إن أراد المهنيون إستكمال الموسم حتى نهايته. وقد تنقضي الكوطا في دوائر أخرى و ينتهي الموسم قبل آجاله، بسبب إنتهاء الكوطا المخصصة لها…
بيننا الأيام سينتهي الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط شمال بوجدور في موعده في بعض الدوائر البحرية و قبل أجله في دوائر أخرى، وستكون الحصيلة باهتة جدا بالنسبة ل 80٪ من المراكب و جد متوسطة بالنسبة ل 20 في المائة الأخرى، و قد يعود البكاء على الاطلال من جديد..
المشكل العويص الذي يواجه مهنيي الصيد الساحلي بالجر شمال بوجدور هو نذرة الأسماك الأخرى، التي تشكل عصب الرحى في أرقام المبيعات السنوية للمراكب بسبب التضرر البالغ الذي لحق معظم المصايد. في غياب التهيئة و سوء التنظيم الذي يطبع نشاط الأسطول، و غياب ممثلين مهنيين قادرين عن إبداء حسن النية في طرح مقترحات، مع ما يستوجب ذلك من تضحيات و النظر الخاطئ للزاوية الصحيحة في الدفاع عن الإستثمارات. و بالتالي الحفاظ على آلاف مناصب الشغل المباشرة و غير المباشرة بعرض البحر أو فوق اليابسة…
مشروع بناء مركب قد يطول لأربعة عقود أو أكثر، و من المفارقات الغريبة حقا أن “عمي الحاج” ( المجهز ) لا يفكر إلا في مردودية رحلة صيد قد تمتد لأسبوع أو موسم قد يمتد لشهور..!
شتّان ما بين السعيين..!
رأي كتبه للبحرنيوز عمار الحيحي، ربان في الصيد الساحلي بالجر، مدون مهتم بقضابا الصيد .
