خلفت مخرجات لقاء آسفي حول إشكالية الكازوال، خصوصا في شقها الداعي إلى إستئناف نشاط الصيد الساحلي بالجر لرحلاته البحرية بعد التوقف الإضطراري المعلن بعدد من الموانئ الشمالية والمتوسطية، الكثير من الجدل وردود الأفعال، في الأوساط المهنية خصوصا على مواقع التواصل الإجتماعي .
وأعلنت ثلاث هيئات بآسفي تتقدمهم جمعية عبدة للصيد الساحلي بالجر بميناء آسفي بإعتبارها الجهة المنظمة للقاء التنسيقي الموسع حول الكازوال أمس بحاضرة المحيط في بلاغ صحفي، في أعقاب اللقاء أنه “وكخلاصة لهذا الاجتماع؛ وبعد التزام المؤسسات (المشاركة في اللقاء) بالتدخل الاستعجالى لدى الحكومة، لإنصاف وإنقاذ مراكب الجر من الافلاس. قرر الحضور استئناف العمل ابتداءا من يومه الاثنين 12 دجنبر 2022 في انتظار النتائج التي سيسفر عنها تدخل هذه المؤسسات”.
ووفق ذات البلاغ الذي توصلت البحرنيوز بنسخة منه، فقد ضم اللقاء كل من “مهنيي الصيد الساحلي من ربابنه وجمعيات ونقابات مهنية نشيطة ووازنة بالموانيء التالية : طنجة؛ العرائش؛ الدار البيضاء؛ آسفي والصويرة، بالإضافة إلى حضور جامعه غرف الصيد البحري، غرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية والكونفدراليه الوطنية للصيد الساحلي بالمغرب.” حيث أوضح البلاغ أن قرار إستئناف رحلات الصيد جاء “بعد مناقشات مستفيضة وهادفة بخصوص الوضعية المزرية للقطاع، نتيجة الارتفاعات الصاروخية المتتالية لثمن المحروقات “الكازوال”, هذه الاخيرة “التي أدت إلى التوقف الاضطراري للمراكب عن العمل تجاوزت مدته 40 يوما في بعض المواني المغربية.”
بالمقابل أعلن عدد من ربابنة ومجهزي ومهنيي الصيد الساحلي، خصوصا ببعض الموانئ المتوسطية صنف الجر، عن رفضهم لإستئناف نشاط الصيد في غياب تسقيف لأثمنة المحروقات، مؤكدين أن هذه المدة الطويلة من التوقف لا يمكن أن تذهب هباءا، حيث تم الإعلان من طرف بعض الربابنة والمجهزين عن تنظيم وقفة إحتجاجية بميناء بني إنصار. إذ يرى المحتجون أن إستئناف الصيد في الوضعية الحالية، لن يجدي نفعا بالنظر لمحدودية المصطادات وإرتفاع تكاليف الإنتاج. والفارق الشاسع على مستوى الأثمنة بين الموانئ. فثمن الطن الواحد من الكازوال يبلغ 10270 درهم بطنجة في حين يبلغ 10170 درهم بآسفي فيما يصل ثمن الطن الواحد بميناء بني إنصار غلى 11100 درهم .
غير أن التوجه نحو مواصلة التوقف والإحتجاج، بات يواجه بنوع من البرودة من طرف ربابنة عدد من الموانئ، خصوصا بعد مخرجات لقاء أمس وكذا إعلان إستئناف صيد الأخطبوط برسم الموسم الشتوي، الذي حدد له يوم 20 دجنبر موعدا لإنطلاقه ، إذ باث الإنشغال الأول والآخير هو الإستعداد لضربة البداية، لاسيما بالمنطقة المتوسطية المنهكة، والتي من المنتظر أن تعرف تخصيص كوطا موسمية مميزة مقارنة مع المواسم الماضية ،إستنادا للمؤشرات المعلنة من طرف المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، الذي رصد تحسنا مهما على مستوى الكتلة الحية من الأخطبوط بهذه المنطقة، وهو المعطى الذي يقدم إرهاصات، بكون الموسم الشتوي القادم سيعرف إرتفاعا على مستوى الكوطا المخصصة للدائرة المتوسطية مقارنة مع السنة الماضية على الأقل.
وبين مطلب إستئناف رحلات الصيد من طرف أسطول الصيد الساحلي بالجر والخروج من التوقف الإضطراري كما رسم معالمه لقاء آسفي، وبين رافض لهذا التوجه والإصرار على مواصلة الإحتجاج كما هو معلن على مستوى ميناء بني إنصار، تبقى الأيام القادمة وحدها الكفيلة بمدى صمود الربابنة أمام إغراء موسم الأخطبوط ، لاسيما وأن هذا الصنف الرخوي، يعد من المحفزات التي تدفع بالأساطيل للتحرك. في حين يتطلع الفاعلون المهنيون إلى تراجع أثمنة الكازوال بعد تراجعه في السواق الدولية ، وسط رهان قوي على التمثيلية المهنية، في لعب أدوار على مستوى الترافع لدى الحكومة والجهات المختصة لتسقيف الأثمنة، عند حدود معقولة تضمن الإستقرار في الإنتاج ، وتخلص المهنين من تغول الأثمنة التي أصبحت تربك مختلف الحسابات .