يشتكي الصيادون المحليون التقليديون بآلدريوش بمرارة من مخالفات جسيمة تقوم بها مراكب الصيد بالجر تجاه بحارة الصيد التقليذي والتي تخالف القوانين المعمول بها خاصة بمناطق سيدي حساين الشعابي شملالة إذ تصطاد في أماكن قريبة من الشواطئ وهي المسافات التي يحرم فيها الاصطياد بالجر بحسب النصوص القانونية والتي تفرض مسافة ميلين على الأقل كأقرب نقطة من الشاطئ..
ويوضح الصيادون بأنهم يبادرون في الإبلاغ عن كل المخالفات التي يصادفونها إلى جهات الاختصاص غير أنهم لا يتخذون أي إجراءات من شأنها الحد من ذلك العبث.
ويضيفون أن هذه الممارسات جعلت من البحر الذي كان مليئاً بالأسماك والأحياء البحرية حتى السنوات القليلة الماضية يكاد يكون اليوم خالياً من هذه الأحياء وهو ما يضطرهم للتوغل لنقط بعيدة مما كبد الصيادين خسائر فادحة. .
مراكب الصيد بالجر عبث وتدمير يأتي على الأخضر واليابس
تمارس سفن الاصطياد بالجر بحسب الصيادين تجريف مراعي الأسماك وتأتي على الأخضر واليابس إضافة إلى رمي الأطنان من الأسماك الميتة في البحر حيث أن كل واحدة من هذه البواخر تقوم باصطياد نوع أو نوعين من الأسماك ثم تقوم باختيار النوع المطلوب وإلقاء الباقي نافقا إلى البحر.
وعلى الرغم من بعض محاولات التقليل من الظاهرة إلا أن أهل المهنة يؤكدون أن هناك مراكب الصيد بالجر تخالف القانون وتمارس في البحر أبشع أنواع الاصطياد (الجائر)، ويؤكدون بأن هناك حاجة ماسة لتفعيل دور قوات خفر السواحل لضبط المراكب المخالفة وتلك التي تتسلل وتمارس الاصطياد الجائر خصوصا في ظل قلة التنسيق بين الجهات المعنية.
مجهودات لإيقاف عبث المراكب الجرارة خنقت في مهدها والمستقبل ينبأ بالكارثة
في سابقة من نوعها في تاريخ الصيد البحري الناظور و بشجاعة منقطعة النظير و بكل مسؤولية لحماية الثروة السمكية من الصيد الجائر، احال مامرة المندوب الإقليمي السابق للصيد بالناظور عدد من المراكب المخالفة،لكن المندوب الجديد يبدو أنه لم يحذو حذوه خاصة وأنه لم يعود متواجدا حاليا على رأس المندوبية ـ يقول البحارة ـ ليبقى مستقبل بحارة آلدريوش في كف عفريت.في ظل تردي أوضاع الصيادين الذين حملوا للدرك ومندوبية الصيد المسؤولية في أسلوب مقاربتها لتنظيم القطاع، سيما في غياب الرؤية الواضحة لتطبيق مخطط تهيئة وتدبير الصيد حيت يطالب المهنيون بفتح تحقيق بهذا الخصوص.
ويخلص متتبعون إلى أن مستقبل الثروة السمكية بالمنطقة موضوع حديثنا يحمل كارثة محققة إذا ما استمر هذا العبث والتدمير للثروة البحرية نتيجة عمليات الجرف والهدم التي تتعرض لها من قبل قوارب الاصطياد بالجر ويؤكدون على أهمية اتخاذ تدابير رادعة ورسم سياسات واضحة لاستغلال هذه الثروة الهامة بطريقة سليمة ومستدامة.
الوضع كارثي فمن يوقف عبث الإنسان بثروة يرجح انها صالحة لكل زمان
في ظل التدهور الذي تعانيه الحنطة بالناظور والتي دق بشأنها عدد من المتتبعين ناقوس الخطر فإن حماية البحر من الصيد العشوائي بواسطة مراكب الجر ” الجرافات ” التي تعمل في أعماق 3 و 2اميال فما فوق يبقى مطلبا أساسيا خصوصا أن لسان الحال يقول أن هذه المراكب ممنوعة من الصيد في اقل من 2اميال .
إن خرق المراكب للقانون كان له تأثيرات سلبية كبيرة على الثروة السمكية و بالطبع على المحاصيل منها بما أنها تجر كل شيء يأتي في طريقها سواء الأعشاب وشبابك قارب الصيد التقليدي و كل أنواع الاسماك الصغيرة الحجم و القابلة للنمو ، و ذلك باستعمالها لشباك ذات الفتحات الصغيرة و الضيقة التي لا تتجاوز 22و 23 م.
وهذه الامور التي ذكرناها تقتضي إعمال المراقبة الصارمة مما يتطلب تحمل الجميع لمسؤوليته إنطلاقا من المهني البسيط مرورا بمختلف سلط المراقبة وصولا إلى الإدارة الوصية التي تبقى مدعوة أكثر من أي وقت مضى بغعادة افعتبار لميناء الناظور وتثمين سواحله وترواثه البحرية في أفق إستثمارها لأجيال القادمة.
الناظور/ أحمد أحمد
