في زاوية بأحد الصخور الشاطئية بمنطقة ميرلفت التابعة لنفود مندوبية الصيد بسيدي افني، يواضب (زهير مومو )، على معانقة قصبته، ومعدات صيده البسيطة، من طعمة مجهزة، وسطل لإحتواء ما تجود به القصبة من السواحل المحلية، متمسكا بعزيمة وصبر، في رحلته البحرية اليومية ، التي ظلت تقربه أكثر من العوالم الخفية لسواحل المحيط وأسرارها المتجددة، بتلاطم الأمواج ، قبل أن تعكر صفو حياته البحرية، قلة خيرات البحر التي تراجعت بشكل ملفت للأنظار مؤخرا، مقارنة بالسنوات الفارطة.
ويبوح زهير مومو، الصياد الهاوي، في تصريحات عفوية لجريدة البحرنيوز، بعشقه وشغفه الدائم للصيد بالقصبة، الذي مارسه منذ نعومة اظافره، قائلا : “إن البحر يعتبر ملاذا للراحة والهدوء.” بل يذهب إلى اعتباره دواء للروح العليلة، وعلاجا للجسد من الأسقام، قبل تشكل الداء والبحث عن الدواء . ويردف هذا الصياد الشاب، الذي كان يقطن بمدينة الدار البيضاء قبل أن ينقله حب القصبة لسوس، ان اختياره للصيد بالقصبة مرتبط بالراحة النفسية وسكينة الروح، قبل ان تتحول الى مصدر عيش، وممارسة حياتية قطعت مع ضجيج الحياة وزحمة الطرقات بمدينة الدار البيضاء، ووسيلة للقطع مع ضغوطات الحياة النفسية والإجتماعية.
ويمتطي زهير أمواج المغامرة، بإعتباره صياد هاوي في جلباب محترف يفقه اصول الصيد بالقصبة، معتمدا على مبدأ ” مواقع الحوث مواقع الموت ” اي مناطق تواجد الأسماك تعتبر أماكن خطرة، التي تتشكل جلها من صخور ترتطم بها الأموج بحدة متفاوثة على مدار السنة، الا انها تبقى أماكن خصبة تجتمع بها مختلف الاحياء البحرية، إذ أوضح زهير في دات الصدد ان فترة الخريف تبقى ملاذا لكل صياد وعاشق للصيد بالقصبة. وذلك بحكم انقضاء العطلة الصيفية، مؤكدا في ذات السياق ان الاحياء البحرية تبحث عادة عن الهدوء، في حين كثرة الحركة ترغم الاسماك على الهروب بحثا عن أماكن آمنة .
واختار زهير هواية الصيد بالقصبة التي تتحول على حسب الظروف والظرفية البحرية، إذ وفي حالة تحصيله كميات وفيرة من مختلف المنتوجات السمكية، يتم بيعها للمحلات البحرية وللزبائن، الذين اعتادوا على طراوة هذه المنتوجات البحرية، وهو الذي ينتقل من وجهة بحرية الى أخرى، بداية من الصخور البحرية بميرلفت الى جميع المواقع الأطلسية الوسطى بين إمسوان وسيدي إفني. وهي التنقلات التي يقضي معها زهير ساعات طويلة أمام الشريط الساحلي، بغرض ممارسة هوايته المفضلة، التي تعدت عنده مرحلة الهواية، لتصل الى عمل بحري يقوم به بشكل مستمر، متحديا الطبيعة والأنواع البحرية.
وسجل المصدر، أن ميراللفت تبقى من الوجهات المفضلة لهواة ممتهني الصيد بالقصبة، العارفين بأدق التفاصيل المرتبطة بآليات الصيد “الصنارة” وأحوال البحر من مد وجزر، بحيث يستعين زهير بالمواقع المعلوماتية الخاصة بالبحر، من قبيل ويندكورو و ويسوكي، لمعرفة طول الأمواج وقوة الرياح قبل الشروع في رحلته البحرية. وابرز في ذات الصدد أ الطعمة المستعملة تختلف باختلاف أنواع المصطادات المستهدفة، بحيث ترتكز تقنية الصيد ب “البيلوطة” على أسماك السردين والدقيق أو السميد والرمل، بالإضافة الى زيت “الكوانو”، و هناك من يستعين بعلب السردين، في حالة عدم توفر السردين بالساحة البحرية، والصدفيات نوع بوزروك، أما تقنية السورف كاستينغ، وهي تقنية رمي الصنارة بالثقل في أعماق البحر لمسافة تتجاوز 120 متر، يتم الإستعانة بالطعمة المخصصة لهذه التقنية ، خصوصا سلطعون البحر أو الدود اوالسردين المملح …، وكلها جزئيات غاية في الأهمية بالنسبة لممتهني هذه الهواية بجميع تقنياتها.
وأشار زهير مومو، أن أبرز المصطادات السمكية التي تجود بها السواحل البحرية لميراللفت، المستقطبة من تقنية الصيد البيلوطة نجد منها أسماك الشرغو و سمك الحداد و بولبرادع، و الشيليا وحلامة، ناهيك عن أسماك الدرعي، بالإضافة الى الدرعي المنقط المعروف باللغة البحرية المحلية بأسماك النبيرة… في حين تقنية السورف كاستينغ تنعم على الصيادين بحلب اسماك الضراد رويال وأسماك الكوربين المعرفة باللغة البحرية باسماك الدبدوب…. وكشف زهير ان من بين الأسباب التي ساهمت في تراجع الاحياء البحرية تبقى حسب تعبيره ومن خلال احتكاكه الدائم بالطبيعة البحرية، قلة الأعشاب التي ترعى عليها الأسماك، بالاضافة الى الصيد الجائر والتلوث البيئي….
أختي الكريمة سمك النبيرة أو سمك البيرة أو سمك أبلاغ وبالفرنشية لولو موشتي وفي الجنوب المغربي يطلق عليه إسم أبلاغ خصوصا منطقة ميرلفت والنواحي إلى الصحراء المغربية وسمك الدوراد رويال . أختي الكريمة من الأسماك كثيرة الاستهداف وسمك الشرغو … أشكرك على مقالك الرائع أختي ليلى وأتمنى لك مسيرة موفقة في مهنتك الرأىعة