تواصل السطات المينائية المختصة بمدينة الداخلة مجهوداتها الرامية إلى جر مركب للصيد في أعالي البحار المسمى “الظهران” ومساعدته على الطفو فوق المياه بعد تعرضه يوم الاربعاء الماضي ، لحادث جنوح بسواحل الداخلة على بعد أميال قليلة من ميناء المدينة.
ولم تكلل مختلف المحاولات التي باشرتها الجهات المختصة، بغية مساعدة المركب للطفو فوق المياه والتحرك من جديد، إذ لم تستطع سفينة القطر الوصول إلى مكان الحادث لتراجع مستوى المياه، حيث حاولت قبطانية الميناء ومعها مجموعة من المتدخلين إستغلال فترة المد من اجل جر المركب، غير أن المحاولات لم تكلل بالنجاح لكونه بدا عالقا في منطقة حجرية .
وفي وقت فتحت فيه السلطات المختصة تحقيقاتها حول الحادث، دقت هيئات مهتمة بالبيئة ناقوس الخطر مخافة تسرب الزيوت والمحروقات التي يحملها المركب والتي تعد بالأطنان ، ما ينذر حسب هذه الهيئات بكارثة بيئية قد تضرب سواحل لاساركا، فيما تسارع الشركة المالكة للمركب إحتواء الوضع، في أفق إيجاد طريقة يتم عبرها إفراغ حمولة المركب من محروقات وأسماك، وكلها أمل في فك محنة المركب، الذي أصبح من الصعب إستغلاله في الصيد من جديد بسواحل المنطقة تسجل مصادر مطلعة ، نظير الأضرار التقنية التي أصابت مكونات المركب سيما بعد تسرب المياه لغرفة المحرك.
وطرح الحادث عدد من علامات الإستفهام في صفوف المهتمين بالشأن البحري، هؤلاء الذين استغربوا لوصول المركب لمسافات جد متقدمة في إتجاه شاطى لاساركا ، وفي مكان يبقى فيه حسب تعبيرهم هامش الخطأ منعدما ، على إعتبار ان المكان يعرف حركة غير عادية لبواخر الصيد. ما يفرض التجند باليقظة والتركيز والإنتباه ، وهي معطيات تنظاف لكون المركب لم يمضي على إنطلاقه من ميناء الداخلة إلا وقت وجيز، في رحلة صيد نحو مصيدة الأخطبوط بأعالي سواحل الداخلة .
وعبرت مصادر مهنية في وقت سابق عن تدمرها من محدودية أليات القطر بميناء الداخلة ، والتي يصعب معها تنفيذ مهمة إنقاذ المركب المنكوب، خصوصا أن باخرة القطر المتوفرة بالمنشأة المينائية لا تتجاوز قوة دفعها 600 حصان، في حين المركب الجانح تتجاوز قوة دفعه 1200 حصان، تنظاف إليها حمولته الثقيلة من مصطادات ومحروقات ومعدات الصيد. اذ يحتاج المركب لسفينة قطر، تفوق قوة دفعها 2200 حصان، ما يعقد من مأمورية التدخل بمسرح الحادث.
وفي موضوع متصل أشارت مصادر مهنية ان حادثا مماثلا كان قد وقع لمركب إسباني مطلع ثمانينان القرن الماضي ، جنج على مشارف لاساركا في ساعات متأخرة من الليل، وتم إنجاده في اليوم الموالي بواسطة سفينة الإنجاد المسيد المتواجدة بميناء الداخلة ، بعد ان إستغل المهنيون فترة الجزر في ربط المركب بالحبال ، ثم إنتظرو صعود البحر في فترة المد ، ليتم جره بواسطة سفينة القطر المذكورة.
ولم تستبعد ذات المصادر إمكانية نجاح العملية مع مركب الصيد “الظهران” ، وإخراجه من المنطقة عبر الإعتماد على كرات أو براميل هوائية يتم وضعها أسفل القطعة البحرية من أجل مساعدتها على الإرتفاع تم جر سفينة الصيد بواسطة قافلة القطر.