أضحى يوم 28 نونبر يشكل تاريخا جديدا في أجندة الاحتفالات العالمية، من خلال يوم البحر الأبيض المتوسط الذي تم الإعلان عنه رسميا سنة 2020 من طرف 42 بلدا عضوا في الاتحاد من أجل المتوسط والمفوضية الأوروبية.
وتهدف هذه النسخة الأولى، التي سيتم الاحتفال بها يوم الأحد المقبل، إلى تعزيز الهوية والتعاون المتوسطي المشترك بين دول الحوض، ولكن أيضا تسليط الضوء على التحديات الكبرى التي تجمع بلدان الحوض المتوسطي من قبيل تغير المناخ، التنمية الاقتصادية أو المساواة بين الجنسين.
ويثير البحر الأبيض المتوسط في البشرية مجموعة واسعة من المشاعر، وهو يشكل عنصرا أساسيا في حياة 480 مليون شخص يعيشون في محيطه، أي ما يقرب من نصف ساكنة الدول الـ 42 الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط. إنه فضاء رائع بالنسبة للبعض، مصدر رزق للآخرين ومنزل للكثيرين.
ويمثل البحر الأبيض المتوسط، الغني بتاريخه، موارده الطبيعية وتنوع ساكنته، 60 بالمائة منها دون سن الثلاثين، إمكانيات تنموية هائلة. مع شريط ساحلي يبلغ 46 ألف كيلومتر، يتركز ثلث ساكنته في المناطق الساحلية. ويعتبر حوض البحر الأبيض المتوسط الممتد على أكثر من مليوني كيلومتر مربع، ثاني أكبر منطقة تزخر بالتنوع البيولوجي في العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى ملياري طائر يهاجر عبر المنطقة.
ويعد البحر الأبيض المتوسط موطنا لـ 18 بالمائة من النباتات البحرية في العالم و28 بالمائة من الأنواع الأصلية (الفريدة من نوعها في المنطقة). ومع ذلك، فإن الاحتباس الحراري والظواهر المناخية المدمرة التي يسببها، تثير مخاوف بشأن حدوث اضطرابات كبرى، وبالتالي، فإن 47 من أصل 49 موقعا ثقافيا معترف بها من طرف اليونسكو حول البحر الأبيض المتوسط معرضة لخطر التلف بسبب آثار تغير المناخ.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يعد الحوض المتوسطي أحد أكثر طرق الشحن استعمالا في العالم، حيث يبحر به حوالي ثلث إجمالي السفن التجارية عبر العالم كل عام. كما يتمركز به أحد أهم الموانئ الصاعدة في العالم خصوصا ميناء طنجة المتوسط الذي أصبح في أقل من 15 عاما من إطلاقه، الميناء رقم واحد في حركة مرور الحاويات، منتقلا من المرتبة 31 عالميا في ترتيب موانئ الحاويات الرئيسية في العالم، إلى المركز 24 في فبراير 2021 (ترتيب ألفالاينر).
البحرنيوز : و.م.ع بتصرف