العرائش .. أكثر من 16000 غراف طيني تؤرّخ لتحول واعي في الصيد المستدام للأخطبوط بالسواحل المحلية

0
Jorgesys Html test

يشهد ميناء العرائش حركية ملحوظة مع اقتراب موعد انطلاق موسم صيد الأخطبوط، في ظل تحضيرات متقدمة تباشرها مختلف مكونات المنظومة البحرية، بتنسيق وثيق مع مندوبية الصيد البحري بالمنطقة. ومن أبرز هذه الاستعدادات، عمليات تفريغ “الغراريف” الطينية داخل الميناء، في خطوة ترمي إلى تعزيز صيد مستدام وصديق للبيئة.

وفي هذا الإطار، أكد عبد السلام الغربي، رئيس تعاونية لكسوس للصيد التقليدي، أن المهنيين العاملين في قطاع الصيد التقليدي قد استكملوا جل التجهيزات الضرورية، وعلى رأسها اقتناء “الغراريف” المصنوعة من مادة طينية طبيعية تُستخدم كأدوات لصيد الأخطبوط. وقد تم استقدام هذه الغراريف من مدن تطوان وآسفي، فيما فضّل بعض أرباب القوارب اقتناءها محليًا من ورشات الفخار بمدينة العرائش، في تجربة تهدف إلى تقييم نجاعة وجودة هذه المنتجات محليًا.

وأوضح الغربي أن أسعار الغراريف تختلف حسب المدينة المُصنِّعة، حيث تُعد تلك القادمة من مدينة آسفي الأعلى تكلفة، بالنظر إلى مصاريف النقل. وتتكفل التعاونية بجلب هذه الأدوات البحرية وتوفيرها لفائدة المهنيين، في إطار مواكبة مباشرة يتم تنسيقها مع مندوبية الصيد البحري، والدرك البحري، والسلطات المحلية.

كما تم تفريغ الغراريف الطينية بمحاذاة مقر تعاونية لكسوس، في مبادرة تحفيزية تهدف إلى تشجيع باقي مهنيي الصيد على اعتماد هذا الأسلوب الصديق للبيئة. ويتولى أطر التعاونية التنسيق مع الحرفيين المتخصصين في الفخار، من أجل تسهيل عملية الاقتناء والتوزيع. ويتم وسم الغراريف بعلامات تعريفية خاصة، لتفادي الخلط بينها وتنظيم العملية بشكل احترافي يبتعد عن العشوائية التي قد تنتج عن التشابه الكبير بين الوحدات.

وأشار الغربي إلى أن استعمال الغراريف الطينية بات يشهد توسعًا ملحوظًا مقارنة بمواسم الصيد السابقة، حيث تم استقدام نحو 16 ألف وحدة تم توزيعها على مهنيي الصيد، في مؤشر واضح على ارتفاع وعي البحارة بضرورة الحفاظ على الثروات السمكية وضمان استدامتها، خصوصًا ما يتعلق بالأخطبوط الذي يُعد من الموارد البحرية ذات القيمة الاقتصادية العالية.

وفي سياق موازٍ، تمكنت مندوبية الصيد البحري مؤخرًا من حجز أزيد من 1000 غراف بلاستيكي، في إطار حملة ميدانية واسعة النطاق ضد أدوات الصيد غير القانونية. وشملت هذه الحملة مختلف أرصفة ميناء العرائش، وهدفت إلى استئصال الممارسات العشوائية وغير المشروعة، التي تُسيء إلى قطاع الصيد التقليدي وتضر بمصداقية ومردودية المهنيين الملتزمين بالقوانين البيئية والتنظيمية.

ويعكس هذا التحول الديناميكي في ميناء العرائش وعيًا متناميًا لدى الفاعلين في قطاع الصيد التقليدي، سواء على مستوى اختيار الأدوات أو على مستوى التنظيم والتنسيق، في سبيل ضمان مواسم صيد ناجحة ومستدامة تراعي البيئة البحرية وتؤسس لاقتصاد محلي متوازن.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا