شارك معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش أمس الأحد 25 فبراير 2024، في اشغال اللقاء الثقافي المنظم من طرف الهيئة الوطنية للشباب الملكي للدفاع عن الوحدة الترابية فرع العرائش، وذلك تحت شعار “اليوم التحسيسي للثروات السمكية ليكسوس والتراث الإقليمي”
واستقبلت القاعة الثقافية زليجو بالعرائش مجريات اللقاء ، الذي استفادت منه جمعيات مهنية في قطاع الصيد البحري وتلاميذ المؤسسات التعليمية، بالاضافة الى المجتمع المدني بالعرائش. حيث ركز اللقاء على الخوض في مواضيع المحافظة على البيئة البحرية والثروة السمكية، وذلك بلمسة تاريخية ثقافية، من خلال السرد التاريخي، بغرض اكتساب ثقافة المحافظة على البيئة البحرية بشكل دقيق. وهو الأمر الذي يعول عليه في المساهمة مستقبلا في ترسيخ هذه الثقافة في الحياة اليومية ، لبناء وعي جمعي يحث الجميع على المحافظة على البيئة البحرية والاهتمام بمفهوم استدامة المصايد البحرية.
وأكد التهامي مشتي إطار بمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، ان الهدف الاساسي من اليوم التحسيسي هو شرح التهديدات التي تتربص بالثروة السمكية، جراء السلوكيات الإنسانية غير المسؤولة تجاه النهر والبحر والمحيط بصفة عام، مع الوقوف على أهمية الثروة السمكية لدى الشعوب قديما، منذ وجود الفينيقيين بالمدينة الاثرية ليكسوس قبل 12 سنة ميلادية، بحيث كان يتم تمليح السمك وتصديره إلى الشرق كأحد تقنيات المحافظة على جودة السمك.
وأعطى القدماء اهمية كبيرة لعملية الصيد وتثمين المنتوج كما بينته الحفريات الأثرية ، ومركز التعريف بالتراث البحري للمدينة، بهدف التعريف بالخصائص البحرية، ومعدات الصيد المستعملة في عهد الفينيقيين، التي شيدت بالمدينة معامل لتمليح السمك. بحيث تعد أهم المنشآت الصناعية في غرب البحر المتوسط، وتدل على المكانة التجارية للمدينة . وهي حقيقة تظهر بشكل واضح داخل المستحاثات البحرية الأثرية.
وأشادة ابراهيم الخالدي رئيس الهيئة الوطنية للشباب الملكي للدفاع عن الوحدة الترابية فرع العرائش، عن مواكبة وانخراط اطر التكوين التابعة لمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش ، لجميع التظاهرات واللقاءات والمحافل التي تعرفها مدينة العرائش، المرتبطة بقطاع الصيد البحري، ناهيك عن الدور الريادي للمؤسسة البحرية، في تأهيل وتأطير رجال ونساء البحر، وجعلهم قادرين على حماية الثروات البحرية واستدامتها.
يذكر ان المدينة تضم موقع ليكسوس الذي يتواجد على بعد 3 كيلومترات فقط من العرائش، على ضفة نهر اللوكوس. وقد تم تشييد هذا الموقع من طرف الفنيقيين لموقعها الإستراتيجي، و لسهولة الاتصال عبر نهر اللوكوس المؤدي إلى المحيط الأطلسي، مع بداية القرن الأول قبل الميلاد. كما يحتوي الموقع التاريخي على مجموعة من الحفريات التي توثق بشكل علمي لتواجد معامل لتثمين المنتوجات البحرية، من تجفيف وتمليح المنتوجات السمكية، خصوصا منها سمك التونة وسمك السردين، مع استخراج زيت السمك داخل المعمل وتصديرها خارج وداخل المنطقة، بواسطة التجارة الخارجية التي كانت منتعشة انذاك، بحيث تم اكتشاف نقود تعود لمجموعة من دول العالم قديما.