العرائش .. حادث يعزّز ضحايا لقمة العيش في قطاع الصيد البحري

0
Jorgesys Html test

في فاجعة مأساوية لفظ بحار أنفاسه الآخيرة في حادث إنقلاب قارب للصيد بحري أمس الأحد 26 يناير 2025 ، في منطقة “فم السبع” على مشارف ميناء العرائش، لينضاف بذلك  إلى لائحة ضحايا حوادث الشغل بالسواحل المغربية التي تواصل حصد أرواح البحارة.

وأفادت مصادر مهنية في تصريحات متطاقة أن البحار الضحية ربان لقارب الصيد “طريفة 2″، الذي كان يحمل  طاقما يضم إلى جانب الضحية أربعة بحارة حالفتهم النجاة إعتمادا على السباحة، بعد إنقلاب القارب على مشارف الميناء .. فيما لفظ الربان أنفاسه الأخيرة غرقا في محاولته النجاة. حيث أسعفت الثيارات والأمواج البحارة الأربعة في الوصول إلى شاطئ “بيليݣروصا”، فيما تم إسعافهم من طرف مصالح الإنقاذ، ونقلهم  إلى المستشفى الإقليمي للا مريم في العرائش لتلقي العلاجات اللازمة، فيما تم إنتشال جثمان رايس القارب ونقله إلى مستودع الأموات.

وتضاربت الأنباء القادمة من المنطقة بخصوص أسباب الحادث ففي وقت قالت جهات محلية ان أسباب  الحادث يكتنفها الغموض ،  رجح آخرون صعوبة المناورة ، أمام الأحوال الجوية غير المستقرة، إلى جانب عدم توازن حمولة القارب بين الطاقم والمعدات والمصطادات، وهي الوضعية التي تجعل القطعة البحرية غير قاردة على مسايرة إتجاهات الأمواج ، وبالتالي إنقلاب القارب،  لاسيما وأن منطقة الحادث معروفة بوعورتها كما يؤكد ذلك لقبها “فم السبع”، والتي تحتاج لمناورات دقيقة حتى في الظروف الجوية المستقرة. 

وإستنفر الحادث مختلف السلطات المتدخلة، إذ هرع إلى المنطقة مسؤولي مندوبية الصيد، وعناصر الدرك البحري والوقاية المدنية والسلطات المحلية، حيث باشرت السلطات المختصة تحقيقا لمعرفة ملابسات هذه الفاجعة البحرية وتحديد الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وقوعها، وذلك من خلال الإستماع للناجين الأربعة الذين لازالو تحت وطأة الصدمة ، للإحاطة الشاملة بالظروف التي صاحبت وقوع الحادث الأليم. فيما خلف الحادث نقاشات على منصات التواصل الاجتماعي بخصوص إستمرار حصد الأرواح في الحوادث البحرية القطاعية، وسط تضارب للأراء بين من يربط هذه الحوادث في الأخطاء البشرية، ومن يرى غياب الرقابة والصرامة في التعاطي مع المخالفات المرتبطة بالسلامة البحرية، لاسيما في هذه الفترة المتسمة بالتقلبات الجوية الصعبة.

إلى ذلك قررت قبطانية ميناء العرائش اليوم الإثنين 27 يناير تعليق الملاحة البحرية بالميناء إلى حين تحسن أحوال البحر، في ظل الظروف الجوية غير الملائمة التي تجتاح السواحل المحلية، والمتسمة بهبوب رياح جنوبية إلى جنوبية غربية بسرعة 50 كلم في الساعة، مصحوبة بأمواج غربية إلى شمالية غربية يصل علوها أربعة أمتار. حيث دعت القبطانية جميع المهنيين إلى إتخاذ كل تدابير الحيطة والحذر اللازمين داخل الميناء، وخاصة تعزيز حبال ربط البواخر وملاءمتها، حسب الظروف الإستثنائية لحالة الطقس، وإضافة حراس المراكب، مع الإستعداد التام لتلقي تعليمات إدارة الميناء وكذا المصالح المختصة.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا