العربي المهيدي يعيد الدفئ لعلاقة جامعة غرف الصيد و”فاو” بعد سنوات من القطيعة

حل وفد يمثل جامعة غرف الصيد البحري بالمغرب يتقدمه العربي المهيدي رئيس الجامعة، صباح اليوم الإثنين  31 أكتوبر 2022 ضيفا على ممثل منظمة الأغذية والزراعة بالرباط، حيث شكل اللقاء مناسبة للتعارف والتفكير في فتح افاق جديدة للتشاور والتعاون في الملفات ذات الإهتمام المشترك المرتبطة بقطاع الصيد البحري. خصوصا وأن اللقاء يأتي بعد أسابيع من تأكيد خبراء منظمة FAO بأن  المغرب نجح في تحقيق قفزة نوعية مهمة في تدبير مصايد الأسماك.

وتأتي زيارة الوفد الذي ضم أيضا كل من كمال صبري المستشار البرلماني عن قطاع الصيد ، ومحمد علالو الكاتب العام للجامعة، (تأتي) بعد التغير الذي طال كل من مكتب جامعة الصيد البحري  بإنتخاب مكتب جديد يقوده العربي مهيدي، وكذا تعيين ممثل جديد لمنظمة الفاو بالرباط،  يتعلق الأمر “جون سيناهون” الذي حل قبل فترة قصيرة بالعاصمة الإدارية للمملكة .

وقال العربي المهيدي في تصريح لجريدة البحرنيوز، أن هذا اللقاء شكل مناسبة لتحيين وتصويب مجموعة من المعطيات التي تحملها المنظمة عن جامعة الغرفة ومعها غرف الصيد ، والتي ظلت راسخة قبل أزيد من عقدين ، حيث تحمل المنظمة رؤيا سودية على الجامعة والغرف المهنية ، إنسجاما مع أحد التقارير التي تم إنجازها مع مطلع الألفية الحالية حول التمثيلية المهنية والتسيير الإداري للجامعة، خصوصا وأن التقرير أنجز مع بداية عمل الغرف. وهو المعطى الذي ظل يعيق العمل المشترك بين الجامعة والفاو .

وأكد العربي المهيدي ، أن اللقاء بسط التوجهات الجديدة لقطاع الصيد بالمملكة ، وكذا حضور التمثيلية المهنية التي اصبحت اليوم أكثر نضجا سواء على مستوى التدبير وكذا على مستوى الترافع لدى سلطات القرار. إذ أبرز المصدر المسؤول، أنه من غير المعقول أن تضل القطيعة قائمة بين الفاو والجامعة ، في وقت هناك فرص قوية للعمل المشترك، ، تماشيا مع الإنتظارات القوية المرتبطة بقطاع الصيد وتربية الأحياء المائية ، كمستقبل للغداء في العالم .

وراكمت الفاو نوعا من التجربة في علاقتها بقطاع الصيد في السنوات الآخيرة، عبر بوابة الصيد التقليدي ، وخصوصا الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي، التي فعلت بمعيتها برنامج ضمن مجموعة من التكوينات التي إستهدفت العنصر البشري ، وهي مبادرة تعد حسب رئيس الجامعة، بوابة للثقة ونجاعة الإنفتاح على قطاع الصيد البحري، إذ هناك حاجة ماسة للتكوين وكذا إنحاح مبادرات جديدة، خصوصا منها الموانئ الزرقاء في ظل غياب موانئ زرقاء بالمملكة. حيث إقترحت الجامعة بعض الموانئ ونقط الصيد لتشكل أرضية لهذا النوع من المبادرات.

وإنصب النقاش حول مواضيع تهم التدبير المستدام والشامل للموارد البحرية في مواجهة التغيرات المناخية والتطورات التي يعرفها العالم ، وكذلك تطوير التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي لتحقيق الأمن الغذائي والحد من الفقر وتدبير الموارد الطبيعية على نحو مستدام، خصوصا منها المتعلقة بالمصايد وتربية الأحياء المائية .

وكان خبراء الفاو قد اشادوا في وقت سابق  بمجهودات المغرب في  تدبير مصايد الأسماك، إذ أكد خبراء المنظمة أن المملكة إختارت الطريق الصعب للمحافظة على الموارد الطبيعية للبلاد، بالرغم من الصعوبات والإكراهات الاجتماعية التي إعترضت تنزيل القرارات المرتبطة بتدبير المخزون السمكي. فقد إستعرض  الخبراء تجارب مجموعة من الدول التي إختارات الحلول السهلة وتسخير الثروة السمكية كحل اجتماعي يمكن أن يوفر وظائف لا تتطلب مهارات كبيرة. ووفقا لهؤلاء الخبراء، فإن البلدان التي اختارت هذا المسار وجدت نفسها اليوم بدون موارد مصائد الأسماك، وبدون الوظائف التي اعتقدت أنها خلقتها.

ورحبت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO بجهود المغرب في مكافحته للصيد غير المشروع من خلال احترامه لأول اتفاق دولي ملزم لردع الصيد غير المشروع وغير المبلغ عنه وغير المنظم والقضاء عليه. ومن خلال تنفيذ المغرب الصارم للقرارات والمبادئ التوجيهية الجديدة التي أعلن عنها اخيرا، فإن وزارة الصيد البحري تؤكد عزمها المضي قدما وبشكل لا هوادة فيه في مكافحة صيد الأسماك غير المشروع .