عبر مجموعة من اللوحات المختلفة التي تتألف فيها عناصر فنية متعددة ، جسدت مكونات الصيد البحري بآسفي يوم السبت 20 غشت 2016 بمناسبة ذكرى ثورة الملك و الشعب فعاليات المهرجان الأول ليوم البحر و البيئة البحرية بشاطئ مدينة أسفي ، عاصمة السردين على ممر العصور .
و شكل العرس الثقافي و البيئي أهمية بالغة ليس فقط باعتباره تجسيدا لذاكرة مهمة من تاريخ عاصمة عبدة، بل أيضا لأن الاحتفال به يجسد معاني الطاعة و الولاء و الوفاء للسدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله في ذكرى ثورة الملك و الشعب و عيد الشباب المجيد المقدمة من الفعاليات المهنية بالمدينة .
و من الإسهامات المتميزة التي طبعت هدا الحفل هو الوجبات الغدائية التي تم تقديمها للحضور و التي تشكلت من علب السردين المختلفة التي ينتجها أحد أهم معامل التصبير و التعليب بالمدينة ، كما أن اللجنة المنظمة و في إشارات قوية لمن يهمهم الأمر، قدمت الطبق الرئيسي المألوف لدى الساكنة و زوار المدينة ما يعرف ” بالشواية المسفيوية ” لتأكيد تكريس ثقافة الاستهلاك و التعريف بالمنتجات السمكية بحاضرة الصيد البحري التاريخية و عاصمة السردين عبر تاريخ المغرب .
و تعود أصول تسمية المدينة حسب بعض الباحثين إلى جذور أمازيغية تعني أسيف أو المجرى المائي ، فيما أسفو هو المنار عند الأمازيغ ،لكن عدداً من المؤرخين الأجانب يقولون أنها مدينة فينيقية أسست قبل الميلاد بعشرة قرون ، و قد احتل ميناؤها السبق عالمياً في صيد السردين، ورغم تراجع الصيد فيه فما زالت المدينة تشتهر بالشواية المسفيوية لمداقها و جودة أسماكها، كما صرح محمد لعشير صاحب 82 سنة من ساكنة المدينة الذي اشتغل مند ينوعته في مهنة الصيد البحري ليحكي قائلا “أن المدينة كانت تتوفر مند الخمسينات من القرن الماضي على 52 معملا للتصبير و التعليب حتى وصل إلى حوالي 80 معملا ، فيما تراجع هدا العدد اليوم إلى 19 معملا.”
وأوضح أن ركوض نشاط الصيد البحري بميناء أسفي اليوم ، له أسباب مختلفة و تتقاسم فيه المسؤولية وزارة الصيد البحري و الجهات الوصية على تسيير الشأن المحلي ، مما أدى إلى هجرة مراكب صيد السردين نحو موانئ أخرى ، فسجل تراجع في الكميات المصطادة وتقلصت بدلك عدد الوحدات الإنتاجية بشكل رهيب ، خاصة تلك التي لم تستطع مواكبة التغييرات التي شهدها القطاع.”
و كانت رحلات الصيد في دلك الوقت يقول لعشير ، جد قصيرة لوفرة الأسماك وتنوعها و تواجدها على مسافات قريبة من الميناء . حينها كانت الشباك المستعملة من نوع القطن عكس ما أصبح يستعمل اليوم . و كانت مقاسات الشباك لا تتعدى 160 كامة في حين يعتمد الصيادون حاليا على شباك 460 كامة .
و استطرد لعشير قائلا “أنه كل أسبوعين كان البحارة يقومون بصباغة شباك القطن بمادة القطران ، و كانت العملية صعبة نوعا ما لاستحالة غسل القطران الملتصق باليدين بسهولة ، و كان المجهزون يمنحون للبحارة مكافأة مقدارها 20 درهم وبعض علب السردين و الزيت ، و بعد عملية القطران و إنزال الشبكة إلى المركب يتسلمون 20 درهما أخرى كسلفة يتم اقتطاع درهم واحد كل يوم من حصة كل بحار. و كان عدد المراكب أنداك بين 36 و 40 مركبا. و لم تكن هناك وسائل متطورة للصيد بحيث كان البحارة يعتمدون على الحجر لتوجيه الأسماك نحو الشباك. حتى أن الكميات المصطادة كانت وفيرة ، تستفيد منها المعامل المحلية و الساكنة و حتى الاسواق و المدن المجاورة.
و أفاد صاحب 82 سنة أن المراكب كانت تشغل حينداك 18 بحارا على ظهرها ، فيما كانت المعامل تشغل الآلاف من اليد العاملة . هذا فيما كانت الأسماك تنقل إلى المعامل على ظهر العربات المجرورة. أما اليوم فقد حلت الكارثة بمدينة أسفي ، للأسباب التي يعرفها الجميع، كرخص الاستئجار التي تقف سدا منيعا أمام مرور أسماك السردين إلى سواحل أسفي ، و عدم التزام وزارة الصيد البحري بتقديم حلول استعجالية و نجيعة بمخطط تنموي حقيقي، يربط الوحدات الصناعية بالمدينة بالحاجيات الضرورية لمهنة الصيد البحري بأسفي .
و أشار محمد لعشير البحار المتقاعد ، و الذي يشغل في نفس الوقت كاتب عام نقابة البحارة و رئيس صندوق إعانة البحار و عضو مؤسس لدار البحار قائلا : رغم هدا كله يبقى سردين أسفي من أحسن الأسماك من ناحية المذاق ، و تبقى الشواية المسفيوية هي الألد و وتضاهرة يوم البحر والبيئة البحرية، هي في الأساس من أجل التعريف بالمنتوجات السمكية بمدينة أسفي، و تثمينها و خاصة بعث رسائل مشفرة إلى وزارة الصيد البحري لحثها على إيجاد حلول سريعة و تدابير مستعجلة على مستوى ساحل مدينة أسفي .
محمد لعشير الرجل الذي يقف بجدية مع البحار اثناء تعرضه لقدر الله لحادثة عمل ، حيث يصاحب البحار او الربان الى المستشفي من اجل تلقيه الاسعافات الاولية كما انه يتعامل مع الارامل ويعطيهم حق الاسبقية امام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي
صحيح هو من دافع على شراء سيارة الاسعاف والمستوصف داخل المرصي ودار البحار