لم تفلح العمليات التمشيطية التي نفذتها مراكب الصيد الساحلي صنف الجر ومعهم البحرية الملكية، في العثور على البحارة المفقودين في حادث غرق مركب الصيد الساحلي بالجر المسمى “الفارس-2” قبالة السواحل بين بوجدور والداخلة. حيث تواصلت عمليات البحث إلى أن عم الظلام المكان وصعب من عمليات المناورة والتمشيط.
وإنطلقت خافرة المنار من ميناء بوجدور، في إتجاه مسرح الحادث، غير أن البحارة الناجين رفضوا الولوج إلى ميناء بوجدور، وإختاروا التوجه على متن المركبين الذين أمنا عملية الإنقاذ، نحو ميناء العيون من أجل إتمام عملية الإجلاء. فيما رجحت المصادر المهنية أن من بين الإحتمالات المطروحة حول حادث غرق مركب الصيد الساحلي بالجر”الفاريس-2″، والدي يعتبر حديت الصنع، قد تكون بسبب الشباك المتقلة بكميات كبيرة من الاسماك، خاصة عند رفعها الى المركب عبر دفعات.
وهي فرضية يدعمها مكان وقوع الحادث والدي يبعد بحوالي 82 ميلا عن ميناء بوجدور، والمعروف بالوفرة على صنف أسماك السمطة. ناهيك عن أن الفترة تتزامن مع قرب نهاية الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط، فان المركب لم يتزود بكميات كبيرة من المحروقات وكذا المياه، وهي التي عادة ما تضبط توازن المركب وفق ذات الأنباء. فيما تداول مهنيون أصداء تربط الحادث بالحمولة الزائدة خصوصا وأن البحر كان “كالما”، وهي كلها روايات تبقى أولية وفي حاجة للتأكيد والتوضيح من طرف الشهود بعد وصول الناجين.
وكان مركب الصيد بالجر المسمى الفاريس-2، المصنوع قبل مدة جد قصيرة بأحد أوراش بناء السفن بميناء أكادير من مادة الحديد، وإلى حدود منتصف اليوم قد أعطى إشارة لجهاز الرصد والتتبع، قبل أن ينقلب ويغرق في ظروف مجهولة، حيث تمكنت سفينة الصيد الساحلي بالجر المسماة ” هدية الرحمان والمسجلة تحت رقم 1123-8 من إجلاء ثمانية بحارة توفي أحدهم على ظهر المركب، فيما تمكن مركب “السمك” من جانبه من إنقاذ 5 أفراد، ولازال 5 أفراد في عداد المفقودين. حيث قامت السلطات المسؤولة من البحرية الملكية بمناورات البحث والإنقاد، على جانب مراكب الصيد، إلا أنه وإلا حدود الساعة لم يتم العثور على أي جديد، و دلك بسبب حالة انقلاب المركب، والتي ممكن أن تبقى الجثث عالقة في داخلها.
وتنتظر السلطات المختلفة في حالة من الترقب عودة خافرة إنقاذ الأرواح البشرية، ومراكب الصيد بالجر الساحلية “هدية الرحمان”، و”السمك” إلى أرصفة ميناء العيون، لإجلاء الناجين، والجثة الوحيدة، مع تفيعل الإجراءات المعمول بها في مثل الحالة، من إجراء تحقيقات من طرف الدرك الملكي البحري ببوجدور، للوقوف على ادق التفاصيل والمعطيات المقدمة بخصوص الحادث.
إلى ذلك أسئلة كثيرة تطرح في حادث انقلاب مركب الصيد الساحلي بالجر الفاريس-2، خصوصا أن الأحوال الجوية كانت جيدة، إذ تبقى الإجابة عن لغز الغرق بفم البحارة الناجين. وهو ما سنعمل على متابعة في القادم من المقالات.
يتبع…