عبرت مصادر مهنية عن تدمرها الشديد من حالة الفوضى والعشوائية التي يعيشها ميناء المرسى بالعيون، من جانب مفرغات الصيد، بعد أن شنت السلطات المحلية حملاتها التطهيرية لضبط الأمور، ومنع الممارسات، والظواهر السلبية، ضد الدراجات الثلاثية العجلات، والشاحنات إضافة إلى السيارات المشبوهة، وغير القانونية، والتي يساهم ملاكها في خلق فوضى تھریب الأسماك، دون مرورها من القنوات الرسمية المعمول بها.
وتعمد مراكب السردين إلى إفراغ كميات من المصطادات أو ما يصطلح عليه ب“الفقيرة“، فوق أرصفة مربع الصيد، وتنتظر هذه الأخيرة حيزا زمنيا طويلا تحت أشعة الشمس، قبل شحنها عبر سيارات خفيفة وسط أكياس بلاستيكية إلى معامل دقيق السمك، دون إخضاعها للتصريح لدى مندوبية الصيد البحري، وتهريبها دون التحقق من الحمولة الإجمالية والحقيقية.
وتساءلت ذات المصادر المهنية، عن استمرار العبث والإستهتار بالقوانين، وكذا سمعة المنتجات البحرية، في ظل العشوائية التي تطبع تفريغ مراكب الصيد الأطنان من المصطادات السمكية بأرصفة الميناء أمام مرأى السلطات المينائية، التي لا تحرك ساكنا، مما يطرح الكثير من علامات الإستفهام حول الجهات المستفيدة من هاته الوضعية، التي تدر الملايين في جيوب السماسرة. وهو ما يضيع معه حقوق البحارة من جهة، والرسوم المستحقة من جهة أخرى. كما يضع مكتسبات استراتيجية أليوتيس في كف عفريت، من خلال الطريقة التقليدية (شري ماشافك حد).
ويرى متتبعون للشأن البحري، أن غياب تفعيل القانون وتغليب منطق المحاباة من قبل السلطات المينائية، من الأسباب الكامنة وراء تفشي الفوضى والعشوائية، حيث سجلت فعاليات مهنية من شباب الإقليم، مجموعة من الممارسات الشاذة، من قَبيل تواجد عدد من السيارات النفعية الخفيفة، وهي تحمل الأسماك في واضحة النهار، دون أن تتوفر على الترخيص الذي يخولها حمل منتجات سريعة التلف.
وتفتح الظاهرة النقاش وتطرح بشأنها الأسئلة، حول الجهات المسؤولة عن مثل هذه الممارسات، خاصة أن هؤلاء الشباب إنخرطوا في برامج مخططات الإصلاح تفيد ذات التصريحات، عبر مساهمتهم في شراء شاحنات صغيرة تتوفر على تراخيص صحية، ناهيك عن توفرهم على بطائق تجار السمك، و خلقهم لمناصب شغل لعدد من الشباب. فيما يؤكد هؤلاء المتضررين من الظاهرة على أنهم واجهوا صعوبات مالية بعد قرارات المنع الذي طالهم، دون معرفة الجهات التي تحاول تشويه صورتهم.
وأشارت المصادر، أن جهات نافذة هي المستفيدة من هاته الفوضى، وتحول جاهدة أن تضرب في العمق المجهودات الجبارة التي بدلت و لازالت تبذل، في سبيل الانتقال من ”العشوائية”، إلى مرحلة التثمين، وضمان التنافسية الإنتاجية، لا سيما بميناء العيون الذي يتوفر على كل المقومات، لجعله قاطرة نحو التصورات المستقبلية لاستراتيجية أليوتيس2، وكان على موعد مع حلول لجنة تابعة للمديرية العامة للصحة والسلامة الغدائية بالإتحاد الأوربي قبل أن يحكم برنامج الزيارة المرتقبة للجنة بتغيبه والإكتفاء بمناءي طنجة وأكادير ..
