يعرف ميناء المرسى – العيون، انتعاشة مهمة، أفرزتها أنشطة الصيد البحري لمراكب الصيد الساحلي صنف السردين، حيث أن الحجم الإجمالي لمختلف مفرغات الصيد من الأسماك السطحية الصغيرة ما بين تاريخ 1 يونيو 2025 إلى حدود تاريخ 5 غشت 2025، بلغت حوالي 57 ألف طن بقيمة مالية ناهزت 186 مليون درهم.
وقد تربعت أسماك “السردين”، على عرش حجم مفرغات الأسماك السطحية الصغيرة التي سجلتها أرصفة ميناء المرسى بقرابة 51 ألف طن، بقيمة مالية تفوق 154 مليون درهم، فيما إقتربت مفرغات الأسقمري “كابيلا“، خلال ذات الفترة من حجم 3000 طن، بقيمة مالية وصلت 19,78 مليون درهم. وتجاوزت مفرغات أسماك الأنشوبة 2800 طن بقيمة مالية تقترب من 10,59 مليون درهم، هذا في وقت علرفت مفرغات أسماك أخرى كالشرن و الأناناس والبونيت حضورا بنسب متفاوثة .
وجاء في تصريحات مهنية مطلعة محسوبة على ربابنة الصيد البحري الساحلي صنف السردين، أن مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة بالوحدة الفرعية الأطلسية الوسطى “ب“، و التي تضم مينائي العيون وطرفاية، بدأت مؤخرا تبصم على إنتعاش على مستوى أسماك السردين، بأحجام تجارية معقولة ، والتي شكلت فرقا شاسعا في الظرفية الحالية. وهو ما انعكس بالإيجاب على مردودية البحارة و المراكب التي تنشط بالسواحل المحلية.
إلى ذلك تؤكد أصوات الفاعلين المحليين، أن ذات المصيدة بدأت في إسترجاع عافيتها و ظهور الرشم على بعد أميال قليلة، بفضل التغيرات الحاصلة على مستوى البيئة البحرية ومعطياتها المناخية ، وكذا المجهودات الجبارة التي بدلت من طرف مختلف المتدخلين ، وهو المعطى الذي بات يحفز النشاط المهني، غير أن “تخمة” العرض ستأثر سلبا على مستقبل المصيدة، بعد أن أصبحت نسبة مهمة من الأسماك خاصة السردين، تجد طريقها نحو معامل الدقيق في مشهد يسيء للتنافسية.
ويرى متدخلون أن مصيدة الأسماك السطحية “ب“، هي في حاجة لمزيد من الصبر والجهود، لإستعادة عافيتها الكاملة، خصوصا وأن الجميع يعي أن المصايد هي أمام مخطط واعد لاسيما الزونينك الذي قلل من جهد الصيد، وهي سياسة لايمكن أن تبوح بأسرارها الكاملة في ظرف عام أو عامين، وإنما وجب الترقب على المستوى المتوسط والبعيد.
ولم تخفي جهات أخرى تدمرها من كون المصيدة، ستدفع اليوم ثمن الجهد القوي، خصوصا وأن طريقة الصيد والأساليب المعتمدة في بعض المناطق، هي اليوم مصدر مجموعة من الظواهر التي تعرفها المصايد، إذ أن واقع الحال، يفرض فتح نقاش قوي وجاد بخصوص المصايد، وعدم الإنسياق وراء ما تقدمه المصيدة اليوم من توهج قوي، ونسيان مجموعة من المحطات التي واجهت فيها مصيدة العيون جفاء قويا.