يعيش مهنيوا ميناء المرسى – العيون، في الأيام الآخيرة على وقع الترقب والتوجس، بعد غياب الأسماك السطحية عن الشباك إلى حد جر ديول الخيبة، ما عجل بعدد من المجهزين لدعوة الأطقم البحرية للتوقف نهائيا عن الخروج في رحلات بحرية، و السماح في ما تبقى من الكوطا السنوية.
وحسب المعطيات التي إستقتها جريدة “البحرنيوز”، من فاعلين مهنيين بميناء العيون فإن أسطول “السرادلية“، بدأ يتوقف نسبيا عن العمل، بعد تسجيل صفر مفرغات في العديد من الرحلات البحرية، وهو المعطى الذي أثقل كاهل المجهزين والبحارة جراء إرتفاع التكاليف “ولمصور قليل وماكاينش“، ولأن النشاط المهني في الوقت الحالي، لن يأتي من ورائه إلا التورط في صيد صغار الأسماك، أو إختراق مناطق ممنوعة، وبالتالي تحمل التبعات القانونية يبقى الوسط المهني في هاته المرحلة في غنى عنها.
وأفادت مصادر محلية أن ظهور صغار اسماك السردين بالمصايد الشرقية ، جعل الفاعلين يحجمون عن الخروج في رحلات بحرية ، حتى أن الأخبار تفيد بأن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري قد إستطلع المصايد المحلية من خلال مشاركة بعض الأطقم البحرية رحلاتهم المحلية، حيث يعول الفاعلون المحليون على حماية هذه المصيدة ، بعد أن واجهوا نذرة السردين في السنوات الاخيرة ، حيث أن ظهور هذه الصغار هو مؤشر وجب حمايته من طرف صناع القرار ، بإتخاذ تدابير حمائية ، ولما لا إغلاق هذه المصيدة بشكل مبكر ، لتمكينها من التكاثر والنمو ، إستعدادا للموسم القادم.
وأفاد ربان صيد في تصريح لــجريدة البحر نيوز، أن المهنيين ضاقوا ذردعا بالمصايد المحلية، حيث أنه من غير المعقول أن تستمر المراكب في رحلاتها البحرية، وهي تعلم جيدا أنها ستعود خالية الوفاض، بالنظر لإنتشار صغار أسماك الأنشوبا التي لا تستوفي شروط التسويق، وهي وضعية صعبة، لاسيما وأن الرحلات البحرية هي مكلفة للغاية، خصوصا وأننا أمام أبواب دخول نهاية الموسم الحالي، يضيف المصدر ذاته، وغالية المراكب بعيدة عن تحقيق بلوغ نصف الكوط، وهي كلها معطيات تفرض نفسها في هذه المرحلة، لترخي بظلالها على الواقع المهني المعاش، ما يتطلب إعادة النظر في المصيدة التي تعرف تراجعا رهيبا في مفرغات الصيد و إيجاد الحلول الواقعية من طرف القطاع الحكومي الوصي.
وبحسب لغة الأرقام التي توصلت بها جريدة “البحر نيوز“، فقد إستقبل مركز الفرز والبيع الخاص بالأسماك السطحية الصغيرة “السمك الصناعي“، بميناء العيون ما يقارب 90 ألف طن من السردين، بقيمة مالية تجاوزت 270 مليون درهم مقابل أزيد من 182 ألف طن بنحو 500 مليون درهم قبل عام، وهو ما يعكس التراجع الخطير في أسماك السردين بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة بالوحدة الفرعية الأطلسية الوسطى “ب”، والتي تضم مينائي العيون وطرفاية. فيما إستقبل مركز الفرز 47 ألف طن من الأسماك السطحية المختلفة، بقيمة مالية بلغت 240 مليون درهم، بإرتفاع قليل مقاربة مع نفس الفترة من الموسم الماضي.