أطلقت كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري استبيانًا ميدانيًا موجّهًا إلى بحارة الصيد التقليدي، يهدف إلى إشراكهم في مشروع بيئي مهم يخص استبدال أدوات صيد الأخطبوط المعروفة بـ”الغراف” البلاستيكي بنسخته الطينية القابلة للتحلل.
وتأتي هذه المبادرة ضمن مقاربة تشاركية تجعل من المهنيين في قلب القرار، باعتبارهم الفاعلين الأساسيين في الميدان. ويشكل هذا الاستبيان فرصة حقيقية للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم بخصوص هذا التغيير، الذي يستهدف إحدى المعدات الأساسية في صيد الأخطبوط.
ويُعد “الغراف الطيني” بديلاً بيئيًا واعدًا، حيث يحافظ على نفس فعالية الغراف البلاستيكي من الناحية التقنية، مع تقليل تأثيره البيئي على الحياة البحرية. ويُراهن على هذا التحول لخفض التلوث الناتج عن أدوات الصيد غير القابلة للتحلل، حيث يطرح الاستبيان مجموعة من الأسئلة العملية التي تروم فهم انتظارات البحارة واقتراحاتهم حول كيفية اعتماد هذا التغيير. كما يسلط الضوء على الجوانب اللوجستيكية المصاحبة لعملية الانتقال.
وتعتبر هذه المرحلة أساسية لإنجاح المشروع، حيث تراهن كتابة الدولة على وعي المهنيين وتفاعلهم الإيجابي، إيمانًا بأن حماية البيئة ليست مجرد خيار، بل استثمار جماعي في مستقبل قطاع الصيد البحري واستدامته. ما يجعل من المشاركة النشطة في هذا الاستبيان، بمثابة مساهمة في بناء نموذج صيد يحترم البيئة، ويعزز مكانة المغرب كدولة مسؤولة ومبتكرة في إدارة مواردها البحرية.