الغرفة الأطلسية الوسطى ..وكواليس التوافقات

لا حديت في الأوساط المهنية الوطنية هذه الأيام إلا على المستوى الذي آلت إليه اوضاع الغرفة الوسطى سيما في ظل الشرخ الحاصل بين المهنيين في تسمية من يقود سفينة غرفة غارقة تحتاج لمن يصحح أوضاعها بشكل يتماشى والتطورات البنيوية والبيمهنية التي يعرفها قطاع الصيد البحري.

صراحة الكل تفاجا لقيمة الحراك الذي ميز أجواء الغرفة طيلة الأيام التي تلت يوم الإقتراع حتى وإن كان الكل اجمع على ان الأجواء الساخنة هي صحية. وان الإختلاف لا يفسد للود قضية. غير ان الأخبار والتسريبات تقول بعكس ذلك تماما، فتواري شخصيات وبروز آخرى للواجهة مقدمة نفسها على انها لقمان الحكيم وسيبيرمان الظرفية، كلها ترجح كفة الشقاق الذي تعرفه دواليب غرفة إعتادت على العام زين والله يكمل بخير.

بروز شخصية وتسريب اخبار بكونها القائد الفاتح الذي من المنتظر أن يعيد للغرفة هبتها التي تكالبت عليها الظروف، فأرجعتها بقدرة قادر من غرفة تتزعم ركب الغرف إلى آخرى أنهكها الوهن وقطع الحنين أوصالها، واتخنتها الجراح والضربات الداخلية، حتى صارت التقة مفقودة في عروقها التي تجمدت دماؤها، مما يجعلها في حاجة إلى مضخة جديدة إن لم نقل لقلب تنبض معه الحياة، ويوحد صف المختلفين، على ان تكون النية قيادة الغرفة لتحقيق مطالب المهنين والخوض في قضاياهم،  بعيد عن التواري وراء كرسي يراعي مصلحة المسؤول وبعده الجحيم.

وبعيدا عن الخطاب السفسطائي والمرمز، فإن بروز شخصية عبد الرحيم الهبزة وتقديمه كمرشح أبرز لقيادة الغرفة للسنوات الخمس القادمة طيلة أربعة ايام،  بعد حصوله في الكواليس على 23 صوتا مقابل تسعة أصوات لعبد الكريم فوطاط ومقاطعة ثلاثة اصوات عن التمثيل في مسرحية درامية متجددة الأحداث،  تم عدول قائد سفينة البام بالغرفة الوسطى عن قيادة غرفة، أهلها يثقنون لغة الحساب والزكاة والتعشير،  بداعي صعوبة الإلتزام بالمسؤولية والمواضبة على حضور الإجتماعات ! مما يطرح السؤوال، هل الهبزة لم يكن يعرف قبل إظهار طمعه في رئاسة الغرفة بكيفية القيام بهذه المهمة؟

بالقطع، فالرجل خابر باساليب القيادة وخبير في التسيير، وهو الذي يسير اليوم إمبراطورية فسحت له المجال ليكون واحدا من رجالات المال والأعمال بالجنوب. فما الذي وقع بين ليلة وضحاها حتى تغيرت الموازين؟ أم ان الامر يتعلق بكون شخصية من قيمة الهبزة رضت ان تلعب دور كمبارس وارنب سباق، ليتم من خلاله تمويه الرأي العام وإشغاله عن حرب الكواليس التي كانت تحاول ترضية الغاضبين من اجل إعادة ترتيب الأوراق وجبر الخواطر الغاضبة وتهيئتها لتجديد التقة في شخص عبد الرحمان سرود من باب تبادل المواقع  ؟

إن ما يتم تداوله حاليا يقول بالحقيقة الاخيرة فالأصالة والمعاصرة كحزب ضرب بقوة في الإنتخابات المهنية لسابع غشت، وقد تمكن من إحدى الحقائب المهمة بأكادير بعدى تولي كريم اشنكلي لرئاسة غرفة التجارة والصناعة والخدمات، فيما ألت غرفة الفلاحة لحزب الإستقلال وهما معطيين يؤكدان أن حزب الأصالة والمعاصرة كحزب لم يضع عينه على نقاش أمور البحر بعد وان رئاسة الغرفة الأطلسية الوسطى  لا تعنيه في شيء تماشيا مع المثل القائل لكال حقه يغمض عينيه.

من جهة آخرى يبدو ان اوزارة الفلاحة والصيد البحري باتت تراقب الوضع عن كتب وتتابع كل صغيرة وكبيرة حيت ان مصادرنا اكدت ان اطرافا محسوبة على إدارة الصيد ذخلت على الخط، وحاولت ان تكون لها الكلمة الفصل في الصراع الدائر بالغرفة الوسطى. وهي الأطراف التي عملت على إقناع بعض المقربين منها سيما الذين ينشطون بالأعالي بالعمل على إعادة التقة في الحرس القديم .

غير ان ما تحمله انباء الكواليس ان اسماء اخرى ذخلت على الخط واقترحت من اجل توحيد الصف يتعلق الامر بجواد الهلالي الذي يعتبر كحل وسط يرضى الاطراف المتصارعة فيما سيتم وضع كل من عبد الرحمان سرود وعبد الكريم فوطات في النيابة وهو الأمر الذي وإن اربك الحسابات نحو سباق الكرسي الإستشاري فانه وجد صداه عند مختلف الاعضاء حتى وإن كان سرود على بعد ساعات قليلة من تنصيب الرئيس الجديد يمني النفس بالعودة إلى واجهة الأحدات، وهو الذي راهن في حملته الإنتخابية على شعار العداء الذي يملك النفس الطويل وثقافة  السرعة النهائية ومعه رباطة الجأش واخد الإحتياطات اللازمة اتناء عملية “الإبحار” التي عنون بها لائحته الإنتخابية .

وحتى كتابة هذه السطور فإن من سيقود الغرفة الأطلسية الوسطى باكادير يبقى أسير ما ستفصح عنه وجبة العشاء التي سيحتضنها بيت احد اعيان الصيد البحري بحي إلغ باكادير مساء هذا اليوم 17 غشت 2015 حيت أكدت المصادر ان هذا اللقاء قد يختزل كل شيء حتى أنهم لم يستبعدوا تقديم شخص جديد لا علاقة له بسباق الرئاسة لقيادة اسطول الصيد بالموانئ ونقط الصيد الممتدة من إمسوان إلى طانطان سيما في ظل تمسك مهنيي الصيد الساحلي بان يكون الرئيس القادم ينتمي لقطاعهم وهو الامر الذي يعقد  من عملية الحسم ويجعلها اكثر غموضا . وإن غدا لناظره لقريب !