“زرت معرض أليوتيس بأكادير ، حينها تكون لدي إنطباع بكون التعاون في قطاع الصيد البحري مع المغرب، سيتمر مفاجأت سارة لنا كفرنسيين”. بهذه الكلمات عبر نوربيغ ميتيري عمدة لوريون وهو يتدوق الثمر والحلوى المغربية برواق آسفي في زيارة دامت 20 دقيقة، عن مستقبل التعاون مع مدينة أسفي، ضمن فعاليات معرض المدينة الفرنسية المتخصص في الصيد البحري، و الذي إنطلقت فعالياته أمس الأربعاء.
ودعا المسؤول الفرنسي إلى تقوية هذه النوع من العلاقة المرتبط، بتأسيس أرضية قوية ومشتركة بين اسفي ولوريون لتعزز العلاقات المتينة، التي تجمع كلا البلدين الصديقين في قطاعات مختلفة، مسجلا في كلمة له بالمناسبة، أن الأسماك المغربية ومعها المنتوجات البحرية، يمكن أن تقلل من مخاوف ساكنة المدينة الفرنسية بخصوص تموين هذا السوق بالأسماك، سيما بعد إنسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوربي، وإنعزال مصايدها. وما يمثله ذلك من تقليص لمصايد مدينة لوريون.
وسجل عمدة مدينة الخمس موانئ كلقب يختار الفرنسيون إطلاقه على مدينة لوريون، أن حماسا قويا يتملك مسؤلي الجهة، وكدا مهنيي الصيد البحري بالمنطقة، لتقوية الروابط في مجالات مختلفة مع مهنيي آسفي، خصوصا بعد التوقيع على برتكول التعاون مع المكتب الوطني للصيد البحري على هامش معرض أليوتيس الذي إحتضنته أكادير مطلع السنة الجارية، والتي تم إستغلالها على أحسن وجه من طرف مهنيي لوريون وغرمائهم بآسفي، حيث أثمرت المرحلة التجريبية نتائج جد إيجابية، رغم بعض الصعوبات التي تواجه الأسماك المغربية في الوصول إلى لوريون.
وفي موضوع متصل أكد عبد الرحمان البوسري عضو الكونفدرالية المغربية للصيد الساحلي ورئيس الوفد المغربي، أن الحضور إلى مدينة لوريون يحمل مجموعة من الدلالات، التي تعكس مدى وعي الهيئات المهنية المغربية، بالإنخراط في إيجاد حلول بديلة تساهم في التسويق الجيد للمنتوج المغربي، سيما أن السوق الفرنسية تعتبر سوقا واعدا، يمكن أن يكون بوابة لعلاقات تنائية مماثلة بعدد من الأسواق الأوربية، وذلك في تواز مع الإتفاق الذي يربط الإتحاد الأوربي بالمغرب.
وشدد البوسري على أهمية المجهودات التي راكمتها فعاليات آسفي من إدارة ومهنيين في تغدية هذا الإنفتاح على السوق الفرنسية، وبلورة هذه العلاقة التنائية والإسراع في تنزيلها في شكل خطوات عمل، أعطت مدلولا جديد للإتفاقيات البيمهنية، المرتبطة بثمين المنتوج المغربي والرقي بالكفاءة المهنية فضلا عن التكوين المستمر. والتي سيتم إعتمادها كنموذج لنسج علاقات على هذا المنوال، في أفق تعميم التجربة بموانئ مغربية أخرى، سيما في ظل الحماس الكبير الذي عبر عنه المجتمع الفرنسي في شخص مدينة لوريون.
من جانبه قال الهاشمي الميموني رئيس جمعية غرف ارباب مراكب الصيد بالجر، أن مشاركة أسفي ضمن فعاليات المعرض الدولي12، جاء على إتر لقاءات متكررة ومتعددة بين الوفد المهني الفرنسي و مهنيي ميناء آسفي، في سياق لقاءات متجددة وإيحابية تم خلالها التطرق لمواضيع تهم قطاع الصيد البحري، وتثمين المنتوج والتكوين المهني. بحيث أن العنصر البشري يلعب دورا جد مهم في تثمين المنتوج، والمحافظة على الإفراغ داخل سوق السمك للوصول إلى المستهلك الفرنسي بطريقة جيدة وغنية.
وأبرز الميموني أهمية تصدير الأسماك المغربية إلى مدينة لوريو، حيث سجل وصول الدفعة الرابعة من الأسماك المغربية إلى المدينة الفرنسية، وهي الدفعة التي تفاعل معها التاجر الفرنسي يقول المصدر بشكل حماسي، ما ينم عن الرغبة التي صارت تطبع علاقة هذا التاجر بالمنتوج المغربي. وذلك لما لمسه فيه من جودة وطراوة، مشيرا في ذات السياق إلى لقاء جمع المهنيين المغاربة بعمدة مدينة لوريون، رفقة مدير ميناء المدينة، بحضور ممثلي مسؤولي قطاعات مختلفة بالمنطقة، إذ أجمع الجميع على ضرورة الرقي بهذا النوع من الشراكة وتثمينها، سيما على مستوى الأدوات اللوجستيكية التي تبقى دون تطلعات المهنيين.
وعرف الرواق المغربي عشية أمس حركة غير عادية، حيث لم تتوقف الزيارات المختلفة من مسؤولين ومستثمرين فرنسيين. هؤلاء الذين عبروا عن نياتهم في الإنخراط في التعاون بين مدينتي آسفي ولوريون. فيما تعزز الحضور المغربي لفعاليات المعرض بكل من محمد امولود رئيس جامعة الغرف بالمغرب والعربي المهيدي رئيس الكنفدرالية الوطنية للصيد الساحلي وكمال صبري رئيس الغرفة الأطلسية الشمالية، حيث عبر الجميع عن نية التعاون والعمل ككتلة واحدة لتطوير العلاقة الجنينية التي باتت تربط لوريون بالمغرب عامة وميناء آسفي بشكل خاص.
مبعوث البحرنيوز إلى لوريون – فرنسا