تعرف الدورة الخامسة من معرض أليوتيس مشاركة العديد من الدول الإفريقية الشقيقة التي حضرت غلى المغرب بوفود يترأسها وزراء مسؤولين عن قطاع الصيد البحري .
ويعتبر الحضور الوازن للقارة الإفريقية ضمن فعاليات الدورة الخامسة للمعرض الدولي للصيد البحري “أليوتيس” بأكادير، ترجمة للإرادة التي تحدو المغرب إلى جانب الدول الإفريقية الشقيقة ، لاستكشاف وبلورة آفاق جديدة للتعاون والشراكة بين الطرفين في مجال الصيد والأنشطة المرتبطة به.
وتحضى التجربة المغربية في مجال الصيد البحري بإهتمام خاص لدى الدول الإفريقية، لما تكتسيه من أهمية بالغة على صعيد القارة الإفريقية ، لاسيما وأن الخبرة المغربية في هذا المجال، اصبحت مطلوبة أكثر فأكثر من طرف عدد من الدول الإفريقية ، وذلك من أجل مساعدتها على تطوير كفاءاتها في هذا المجال، خاصة وأن الصيد البحري يشكل رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا ، كما يعتبر مجالا يستقطب استثمارات هامة.
وتعرف الأروقة الإفريقية إقبالا هاما من طرف زوار مغاربة وأجانب الذين يتطلعون للتعرف على عادات وتقاليد دول الجنوب في التعاطي مع قطاع الصيد، حيث تبرز ظاهر تجفيف الأسماك كأحد الطرق المهمة في تدبير المنتوجات البحرية لدى عدد من الدول الإفريقية ، ناهيك عن عدد من المعطيات المرتبطة بتدبير المصايد المحلية . فيما اعتبر عدد من الفاعلين الأفارقة معرض اليوتيس أرضية لاستكشاف فرص الاستثمار وتطوير الشراكات، ومناسبة للتعرف على آخر المستجدات التكنولوجية في القطاع. حيث الرهان متواصل للنهوض بالموارد البحرية الإفريقية، وتثمينها لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى القاري ولتشجيع التكامل الجهوي في هذا الميدان.
وتميزت الأيام الثلاثة الأولى لهذا المعرض بمباحثات ولقاءات مكثفة، سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف، بين المسؤولين الاقتصاديين والمهنيين من القطاعين العام والخاص الذين تداولوا بشأن عدد من القضايا المرتبطة بالنهوض بالصيد البحري وتشجيع التكامل الجهوي في هذا القطاع. إذ وفي هذا السياق ، قام الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي ، محسن الجزولي ، بعقد لقاءات مع بعض الوزراء الافارقة، الحاضرين على هامش افتتاح فعاليات الدورة الخامسة للمعرض ، وذلك من أجل رصد التقدم الذي تشهده مختلف المشاريع المغربية المرتبطة بالصيد البحري ، إلى جانب المشاريع المتعلقة بباقي الأنشطة الأخرى .
للإشارة ، فإن ستة مشاريع تهم محطات لرسو مراكب الصيد التقليدي في أربع دول إفريقية تم إنجازها ، أو هي في طور الإنجاز بفضل الخبرة والدعم المغربي ، وهي كوت ديفوار ، وغينيا ، والسنغال ، والكونغو. فيما تساهم هذه المشاريع في تطوير سلسلة الصيد في هذه البلدان ، فضلا عن كونها تساهم في تحسين شروط الاشتغال لحوالي 3000 ألاف من الصيادين والبحارة الأفارقة .