ساهمت تدخلات السلطات المينائية بميناء المهدية مؤخرا بالسماح لعدد من قوارب الصيد التقليدي التي ظلت رخصها البحرية مجمدة لقرابة سنتين ، ضمنها 8 قوارب مختصة في الأسماك السطحية الصغيرة السويلكة، من العمل بالسواحل البحرية وممارسة مهامها البحرية بكل أريحية ، بشريطة توفرها على وثائق التأمين التي تخص الطاقم البحري المعتمدة بقطاع الصيد التقليدي، الى حين تسوية وضعيتها القانونية بصفة شاملة من طرف الجهات المسؤولة على قطاع الصيد البحري.
وخلق هذا الأمر انتعاشة حقيقية في صفوف مهنيي وبحارة هذه القوارب حسب قول المصادر المهنية العاملة بميناء المهدية، حيث تأمل هذه الفئة في تسوية قانونية، تقطع مع الوضعية الشادة التي ظلت تطبع وضعية 24 قاربا تم تجميد رخصها مند 2021، وهو القرار الذي إنعكس سلبا على وضعيتهم الاجتماعية والإقتصادية المطبوعة بالهشاشة، في ظل عدم عدم تجديد رخصهم من طرف مندوبية الصيد البحري. وهي الخاصية التي جعلتهم غير قادرين على إعالة أنفسهم وأسرهم.
و استحسن الوسط المهني كما جاء في تصريحات متطابقة لمهني الصيد العاملين بالمنطقة لجريدة البحرنيوز، الوضعية المهنية الجديدة، التي استرجع معها قرابة 300 عامل و بحار و خياط يعملون بشكل مباشر وغير مباشر و بصفة متناغمة مع نشاط هذه القوارب، أنفاسهم المهنية، وإنعاش النشاط المهني . وهي الوضعية الجديدة المستمرة منذ قرابة شهر تقريبا حسب قول المصادر المهنية، تمكنت معها هذه الفئة مع تجديد العهد مع السواحل المحلية والإنخراط في تلبية حاجيات الأسواق البحرية من خلال توفير المنتوج السمكي.
وقالت المصادر المهنية ، أن ميناء المهدية بالقنيطرة يشهد رواجا وصف بـالمقبول، في ظل النشاط المتواصل لمعظم قوارب الصيد التقليدي بجميع أصنافها البحرية، تماشيا مع إستقرار الأحوال الجوية، وكذا تنوع أصناف الصيد. حيث اتجهت بعض القوارب لصيد سمك السردين وكابيلا، في حين انكب أغلب مهني الصيد على استهداف الأخطبوط . هذا الآخير الذي عرف حضورا مهما بسواحل المنطقة، و بكميات مناسبة، ساهمت في خلق رواج اقتصادي وتجاري مهم في ظل وفرة الاحجام الجيدة من ذات الصنف الرخوي، التي تتعدى أحجامها 3 كيلوغرامات في الوحدة الرخوية. وهو المعطى الذي انعكس على القيمة المالية للأخطبوط التي تراوحت بين 115 و 110 درهما للكيلوغرام .
وسجلت المصادر في ذات الصدد أن ميناء المهدية يعد المزود الأساسي للسوق المحلية والأسواق التابعة للمنطقة. وذلك في ظل نجاح قوارب الصيد التقليدي صنف السويلكة، في استقطاب كميات مهمة من الأسماك السطحية الصغيرة، اختلفت أثمنتها باختلاف حجمها. إذ وصل ثمن السردين الذي غاب عن العديد من السواحل البحرية الى 400 درهم للصندوق الواحد، بحيث أفرغت القوارب صباح اليوم بين 6 الى 10 صناديق . وتراوحت أثمنة سمك كابيلا بين 100 و120 درهما للصندوق الواحد، الدي جلب معه قوارب الصيد التقليدي صنف السويلكة قرابة 50 و 60 صندوق من هدا الصنف.
إلى ذلك يطالب المهنيون بالقنيطرة الوزارة الوصية، بمراجعة القوانين التي تهم قطاع الصيد التقليدي، في ظل التطور الذي يعرفه قطاع الصيد. وهو معطى يبقى مرتبطا بمعركة قانونية تحتاج لكثير من الترافع، على امل صياغة مخرجات أو صيغ ملائمة، تواكب واقع الصيد الحالي، وتعمل على حماية اسطول الصيد التقليدي في ظل ما كلف مهنيي الصيد التقليدي بالمنطقة، من خسائر مالية جراء حرمان القوارب من ممارسة مهامها البحرية، بعد تجريدها الظرفي من رخص الصيد .
