إنطلقت فعاليات الدورة الثالثة من معرض أليوتيس بعد جهود مكتفة بدلت على المستوى التعبئة وكدى اللوجستيك سيما ان نسخة هذه السنة عانت نوعا من الفتور على مستوى الإعداد قبل أن تتحرك في خضم الشعارات التي رفعتها بعض الإطارات المهنية والتي أعلنت مقاطعهتها للمعرض.
غير ان شعار المقاطعة والإحتجاج توارى بشكل رهيب حتى انه لم ينل من المعرض الذي بدا هادئا على مستوى التنظيم وصخبا على مستوى الحضور .فالدورة إستقطبت ما مجموعه 37 بلدا، من بينها 22 من إفريقيا، بالإضافة إلى أزيد من 320 علامة تجارية وطنية ودولية التي أتت الفضاءات الممتدة في عمومها على خمسة أقطاب، تهم قطب أسطول الصيد والآلات المخصصة لأحواض بناء السفن ومواد التجهيزات، وقطب التثمين وعمليات تجميع صناعات التكييف وتقييم المنتوج البحري، و قطب دولي مخصص للشركات والمؤسسات الأجنبية لقطاع الصيد البحري، وقطب يجمع المؤسسات العمومية والخاصة المتدخلة في القطاع، وقطب للتنشيط يستقبل أنشطة تعليمية وترفيهية لفائدة الزوار.
ولم يمر اليوم الأول من الدورة دون مشاكل التي تبقى إتارتها هي بغرض التوجيه والإستدراك مادام أن هذا الملتقى البحري الهام يعد واجهة للمغرب في ظل المشاركة المكتفة للدول العربية والإفريقة والأروبية. فلا يعقل أن معرضا من حجم معرض أليوتيس الذي قاربت نفقاته الست مليارات، أن ينقطع عليه التيار الكهربائي في عز حفل الإفتتاح، وهو الأمر الذي تكرر على مستوى المساء . فالكهرباء هي جزء أساسي من المعرض الذي يضم في أروقته أسماك تتنفس على إيقاع الهواء، الذي تضخة المحركات ، بالإضافة إلى تركيز المعرض على الرؤية البصرية والصور الضوئية، وهو ما يجعل من مثل هذه الأخطاء سيما إذا تكررت أخطاء جسيمة، خصوصا أن الشركة التي تتولى إعداد الفضاء إستهلكت ميزانية مهمة من مالية المعرض.
نقطة ثانية تتعلق هذه المرة بوسائل الإعلام سيما الإلكثرونية منها، و التي وجدت نفسها خارج السرب، رغم ان العالم اليوم أصبح أكثر تفاعلا مع هذا النوع من الإعلام بإعتبار الميكانزمات الجديدة التي أصبحت تتحكم في الخبر. غير أن المشرفين عن الإعلام بالمعرض كان لهم رأي آخر، مما يكرس سياسة الإقصاء الغير مبرر لهذا النوع من الإعلام. ففي الوقت الذي حضر فيه صحفيون بعدما سجلو أنفسهم إلكثرونيا في طلبات التسجيل الموجودة على موقع المعرض، حيت تمت إجابتهم على ان بطاقة المشاركة في التغطية سيجدها الصحفي يوم الإفتتاح لدى المصلحة المكلفة بالإعلام، قبل ان يفاجأ الصحافيون بغياب أي أطر للتسجيل الإلكثروني. وأن هذا النوع من الإعلام غير وارد في تصورات القائمين على المعرض حسب رد السيدة التي تولت توزيع البطائق على الصحفيين .
نقطة ثالثة يجب ان لا نمر بجانبها مرور الكرام، وهي تلك المتعلقة بالوقفة التي نفذتها بعض الإطارات الجمعوية المحسوبة على الأقاليم الجنوبية. وهي الوقفة التي تم إحتواؤها على عجل بعد تدخل بعض المسؤولين وكدا مجموعة من المهنيين. حيت عبرت الوقفة عن تنديدها للتدمير الذي يطال الثروات السمكية بالجنوب المغربي، سيما من لدن سفن RSW . بالإضافة إلى الملف المتعلق ببعض الأسماك الممنوعة الصيد والتي يعاد رميها في البحر. هذا فضلا عن عدد من الملفات دات البعد البيئي والتي عبر المحتجون عن إنزعاجهم منها . فقد كان من الأولى أن تكون إدارة الصيد دات رؤية إستباقية لمثل هذه الوقفات إنطلاقا من الجلوس إلى طاولة الحوار مع المحتجين، وفتح الملفات بكامل الشفافية والموضوعية خصوصا ان الحوار أثمر بسرعة مع المحتجين الذي فضوا الشكل بمجرد إطمئنانهم على مستقبل الحوار مع الإدارة. وذلك للإبقاء على المعرض في بعده الإحتفالي كلقاء يجمع مختلف التشكيلات المهنية في أفق تحقيق التواصل الهادف والفعال بين العارضين والزائرين والمسؤولين كل على السواء.
النقطة الرابعة تتعلق بالإقتصاد التضامني الذي بدا حضوره محتشما ضمن أروقة المعرض، فالتعاونيات اليوم هي أكثر حاجة للتسويق، بل أكثر من ذلك فعدد مهم من التعاونيات يعاني اليوم في صمت. بل منها اليوم من سار في إتجاه الإفلاس بشكل رهيب. وهو يتطلب دعم هذه المبادرات في مثل هذه الملتقيات، عبر تشجيعها على المشاركة ودعمها في هذا المجال، حتى يتسنى لها عرض منتوجاتها وتقديمها في المعرض، ضمانا للحصول على عقود للتسويق، في أفق القطع مع الآليات الثقليدية التي تستعمل في هذا المضمار.
ومهما يكن فإنه رغم هذه الملاحظات فإن الدورة الثالثة تعد بالشيء الكثير، سيما انها قطعت مع عدد من المشاكل والشوائب التي ميزت الدورة السابقة. .غير أن الأمر يتطلب تعزيز هذه المجهودات في ضل الإعتمادات المالية الدسمة التي وجدت طريقها لدعم الملتقى من أجل الرقي به حتى يضاهي أكبر المعارض الدولية في ظل المكانة التي يتميز بها المغرب على المستوى البحري، وما يتوفر عليه من تراث غني وكدا إمكانيات مهمة، نظرا لإمتداده المتوسطي والأطلسي. مما يخوله لعب مكانة اكثر من مهمة على المستوى العالمي، الشيء الذي يتطلب تعزيز العرض التسويقي ليستجيب لتطلعات المهنيين ومعهم الإقتصاد الوطني.
ما وقع في ملعب مولاي عبد الله وقع في معرض أليوتيس