عقدت الكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي بالمغرب أمس الخميس 22 ماي 2025 بالرباط جمعها العام، بحضور عدد هام من أعضاء الكونفدرالية لبحث قضايا الساعة، التي تواجه قطاع الصيد الساحلي الحيوي بالمملكة وكذا تعزيز هيكلتها المؤسساتية .
وأفاد بلاغ صادر عن الكنفدرالية، أن جدول أعمال الجمع العام كان غنيًا بنقاط مهمة تعكس التحديات الراهنة التي يواجهها القطاع، وفي مقدمتها الجانب التنظيمي والقانوني. حيث أكد كمال صبري، رئيس الكونفدرالية على أهمية تضافر الجهود لمواجهة المستجدات. فيما شكلت مداخلة الرئيس نقطة تحول في مسار الجمع العام، حيث تطرق بشكل مستفيض إلى الجانب التنظيمي والقانوني للكونفدرالية، داعيًا إلى ضرورة تغيير استراتيجية التسيير لتكون أكثر فعالية وشمولية.
وإقترح الرئيس الكونفدرالي أن تضم الكونفدرالية مكتبين رئيسيين، لتوزيع المهام وتعزيز الأداء، يتعلق الأمر بالمكتب الإداري الذي سيضطلع بمهام تسيير الكونفدرالية، والتكفل بالشؤون الإدارية اليومية، بالإضافة إلى إدارة العلاقات مع الجهات الفاعلة والإدارات المعنية بقطاع الصيد البحري. وذلك إلى جانب المكتب التنفيذي الذي سيضم أعضاء الفيدراليات، التي سيتم تشكيلها قريبًا، ويتعلق الأمر بفدرالية السمك السطحي التي ستعنى بقضايا صيادي الأسماك السطحية، وفيدرالية الصيد بالجر التي ستركز على مشاكل ومتطلبات قطاع الصيد بالجر، إلى جانب فيدرالية الصيد بالخيط التي ستهتم بتحديات وفرص الصيد بالخيط.
وقال كمال صبري رئيس الكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي في تصريح للبحرنيوز، أن التوجه المؤسساتي للكنفدرالية، تفرضه التطورات التي يعرفها قطاع الصيد البحري بالمملكة، وكذا التحولات الجوهرية لمفهوم الإدارة بالمملكة، حيث التوجه نحة المغرب الرقمي، وكذا الإنفتاح المؤسساتي، حيث من المفروض في التمثيلية المهنية في قطاع الصيد، أن تبحث لنفسها على التموقع الفاعل، في هذا الحضور المتوهج ضمن الأوراش الكبرى المفتوحة ، بما فيها الإقتصاد الأزرق ، وإسترتيجية أليوتيس .
وسجل كمال صبري الذي تم إنتخابه شهر فبراير الماضي رئيسا للكونفدرالية ، أن هيكلة الهيئة الكنفدرالية ، تحكم فيه الهاجس الإداري وفق مقاربة تستحضر الكفاءة والخبرة والشباب ، وكذا ضخ فئة جديدة من مجهزي المستقبل ، حيث تم توزيع المهام ، بشكل يستحضر المسؤولية ، ويحفز على الأداء ، لتعزيز العمل التشاركي ، وتقوية روح الفريق ، خصوصا وأن الكنفدرالية بإمكانها لعب أدوار قيادية على مستوى التشاور والتدبير والترافع، وكذا البحث عن أفاق أرحب من خلال التعاون الدولي متعدد الأطرف، سواء مع دول الشمال أو التعاون جنوب جنوب.
إلى ذلك لفت رئيس الكنفدرالية في تصريحه للبحرنيوز ، أن الهاجس الأساسي الذي سيطر على أشغال الجمع العام يوم أمس، يبقى هو إشكالية التسويق، بإعتبار هذا الورش يحظى بأهمية كبيرة، ويجتاج لإجتهادات قوية ، لأن التثمين يعتبر اليوم هو الأساس كمدخل لأي إصلاح قطاعي، لأن من غير المعقول أن يستمر المجهزون والأطقم البحرية ببدلون مجهودات كبيرة على مستوى الصيد ، والإستثمار في عصرنة وتطوير المراكب والسفن ، بالمقابل تبقى الأثمنة غير مواكبة لهذه المجهودات على الرغم من تأزم المصايد، وهي وضعية تفطنت لها الكونفدرالية ، حيث تعمل اليوم على صناعة قطب داخلها ، من أجل العمل على محور التسويق والتثمين، بما يتطلبه ذلك من ترافع ودراسات وإحتكاك مع التجارب الناجحة على المستوى الدولي .
وفي موضوع متصل بمحور الإنفتاح الكونفدرالي أكد كمال صبري في تصريحه للبحرنيوز، أن الكونفدرالية عينت ناطقا رسيما في شخص حسن السعدوني ، الذي سيشرف على إعداد سياسة تواصلية ، لتعزيز الحضور المؤسساتي للكنفدرالية ، وكذا ضمان إشعاعها وحضورها الرقمي ، فيما أعلن رئيس الكونفدرالية على أن هذه الآخيرة كهيئة مهنية وطنية تمد يدها اليوم إلى كل الفرقاء المهنين، من أجل توحيد الصف المهني، والكف عن التطاحنات التي لم يكسب من القطاع ، سوى التأزم والتراجع والتشردم ، فمن غير المجدي يقول صبري، أن يستمر مهنيو الصيد الساحلي في التفرقة ، في وقت هناك ما يجمعهم ويوحدهم في سفينة تتشاورية وترافعية وإقتراحية لمواجهة التحديات القطاعية.
وبالعودة إلى البلاغ الصادر عن الكونفدرالية، فسيضم المكتب التنفيذي للجهاز الكونفدرالية أعضاء ملمين بالمواضيع الإستراتيجية في قطاع الصيد البحري الساحلي، لضمان اتخاذ قرارات مستنيرة وموجهة. فيما تهدف هذه الهيكلة الجديدة إلى تعزيز الكفاءة التنظيمية للكونفدرالية، وتمكينها من التعامل بشكل متخصص مع خصوصيات كل نوع من أنواع الصيد الساحلي، بالإضافة إلى توفير تمثيل أفضل لمصالح جميع الفئات العاملة في القطاع.
ويعكس هذا التوجه الجديد يشير البلاغ، إلتزام الكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي بالمغرب بالعمل على مواكبة التطورات، ورفع مستوى التنظيم الذاتي للقطاع، بما يخدم مصالح المهنيين ويساهم في تحقيق تنمية مستدامة للصيد الساحلي بالمغرب. ومن المتوقع أن تتبع هذه الخطوة مراحل لتفعيل هذه الهيكلة الجديدة، والتي ستساهم بلا شك في تعزيز مكانة الكونفدرالية كفاعل أساسي في المشهد البحري الوطني.
