يشهد ميناء المحمدية هذه الأيام جدلا قوايا حول الأضواء الكاشفة المستعملة من طرف مراكب الصيد القادمة من الموانئ الشمالية لإستهداف الأسماك السطحية الصغيرة، حيث طالبت إدارة الصيد عل المستوى المحلي ربابنة المراكب بتقليص عدد الأضواء، كشرط لمواصلة أنشطتها بالسواحل المحلية، وهو ما إعتبره ربابنة الشمال شططا في إستعمال السلطة لخدمة أجندات محلية .
وقال محمد الرايس ربان أحد مراكب الصيد الساحلي المعنية، أن الأضواء الكاشفة المستعملة على متن المراكب، هي أضواء تستجيب للمعطيات القانونية ، وليس هناك اي وثيقة تمنعها ، مبرزا في ذات السياق ان الأضواء لا تستعمل في الصيد وإنما من أجل تنوير المركب وإستنارة سطحه ، مؤكدا أن خصوصيات ميناء المحمدية بإعتباره ميناء يعرف ملاحة سفن ضخمة محملة بالمحروقات وغيرها، وطبيعته الضبابية ، تجعل المراكب تصر على الإبقاء على الأضواء لمبدإ السلامة أولا ، وكذا الإستعانة بها في المصايد .
وأردف ذات المصدر أن هناك 15 مركبا قدمت من مدن الشمال، هي تتعرض لمضايقات مهنية وإدارية على المستوى المحلي ، حيث عمدت المراكب إلى وضع سجلاتها البحرية لدى مندوبية الصيد كخطوة إحتجاجية على هذه المضايقات، وكذا تشبتا بأحقية هذه المراكب في الإحتفاظ بأضوائها في غياب ما يمنع ذلك. فالمطلوب من مندوبية الصيد يشير ربان الصيد هو تقديم ما يشرعن تدخلها في حق المراكب. وليس الإجتهاد الذي يفتقد للموضوعية في التعاطي مع المراكب. حيث يطالب الربابنة بتدخل الإدارة المركزية لإنهاء هذا الجدل، وفسح المجال للمراكب لمزاولة نشاطها المهني إنسجاما مع المساطر القانونية، و بعيدا عن المضايقات .
من جانبه قال ربان آخر رفض الكشف عن إسمه ، أن طريقة تعامل مندوبية الصيد مع مراكب الشمال تثير الإستغراب، وكأن المندوبية تدفع المراكب إلى مغادربة الميناء ، حيث أفاد المصدر أن ربابنة المراكب إقترحوا تخفيض الأضواء وتقليص عدد “البروجكتورات “. لكن بالرغم من ذلك فالإدارة لم تتفاعل مع هذه الإقتراحات، لتبقى بذلك المراكب متوقفة، إلى إشعار آخر، بما يعنيه ذلك من ضياع في أيام العمل. وهو ما يلحق أضرارا كبيرة بالأطقم البحرية في هذه الأيام المطبوعة بإرتفاع الطلب على الأسماك السطحية الصغيرة .
إلى ذلك أفاد توفيق عزيز رئيس جمعية أرباب مراكب الصيد وأمين مال الغرفة الأطلسية الشمالية في تصريح للبحرنيوز، أن مهنيي الصيد بالمنطقة يرفضون إستعمال الكم الهائل من الأضواء المتبثة على متن مراكب الصيد، معتبرين هذا السلوك تهديدا حقيقيا للوسط البحري ، مبرز أن المراكب الوافدة على الميناء من البحر الأبيض المتوسط، يجب أن تفهم ان خصوصيات سواحل المحمدية ليس هي ذاتها بالواجهة المتوسطية، بالنظر للفوارق الكبيرة الحاصلة بين المصيدتين على مستوى العمق، فالمتوسط يتميز بأعماق كبيرة تحتاج لإضاءة تنير ظلماتها، على عكس السواحل الأطلسية المحلية محدودة الأعماق ، ما يجعل من قوة الأضواء التي تحيط “كوبيرتا” المراكب أمرا مقلقا للغاية في الوسط المهني.
وأفاد توفيق عزيز أن الفاعلين المحليين لن يقفوا موقف المتفرج على مثل هذه السلوكيات، مؤكدا أن قوارب الصيد وثقوا فيديوهات وصور تظهر المراكب متورطة في إستعمال الإضاءة القوية في الصيد بالسواحل المحلية، وهو أمر غير مقبول. حيث أشار أن هذا الموقف الرافض يتشبع من حماية المصايد المحلية، ولا علاقة له بأي مضايقات أو إستهداف لمراكب بعينها، وإنما القانون على الجميع. لافتا في موضوع متصل إلى أن موضوع إستعمال المراكب للأضواء الكاشفة شكل أحد النقط التي تم تداولها ضمن الجمعية العامة لغرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية، حيث يجمع الجميع على التصدي لمثل هذه السلوكيات .
وحاولت البحرنيوز الإتصال بمندوب الصيد البحري بالمحمدية لأخذ إفادته حول هذا البوليميك الدائر بالميناء، غير أن إتصالاتنا المتكررة صباح اليوم ظلت تصطدم بهاتف المندوب خارج التغطية. فيما يبقى باب التوضيح مفتوحا في وجه الإدارة حالما رغبت في ذلك تنويرا للرأي العام المهني .
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي قد أصدر مرسوما تحت رقم 2.21.43، بتنظيم الصيد البحري بالأضواء الاصطناعية، حيث نص هذا المرسوم على أنه لايمكن ممارسة الصيد البحري بالأضواء الإصطناعية إلا في المياه البحرية المغربية، الواقعة بين خطي الطول 33 55 °05 غربا رأس سيارتيل وخط الطول 42 12 02° غربا السعيدية. فيما أكدت المادة 3 ، على انه لا يمكن ممارسة الصيد البحري بالأضواء الإصطناعية، إلا من قبل السفن التي تتوفر على رخصة صيد الأسماك السطحية الصغيرة، سارية المفعول، مسلمة طبقا لمقتضيات المرسوم المشار رقم 2.07.230 .
وتنص مقتضيات المرسوم الذي ينص على إجراءات تهدف إلى تحسين تدبير الصيد بالأضواء الاصطناعية، وتنظيم مزاولته، “تنص” على أن الإضاءة على متن السفينة التي تمارس الصيد البحري بالأضواء الإصطناعية، يجب أن تستعمل حصريا لضمان السلامة وتيسير العمل الليلي على متنها .