يوافق الثامن من مارس من كل عام “اليوم العالمي للمرأة” وفي هذا اليوم تنظم أغلب المؤسسات البحرية بربوع موانئ المملكة تكريما لإنجازات المرأة بجميع مراتبها البحرية، من إداريات و متكونات وجمعويات وعاملات وصيادات بالارجل .. ، في ظل الاعتراف بالدور الريادي الذي بات يلعبه العنصر النسوي داخل قطاع الصيد البحري.
رشيدة العسري واحدة من النساء اللاتي أثرين الساحة المهنية البحرية بأطر شابة، من خلال وظيفتها كمكونة بمجموعة من المؤسسات البحرية بكل من مدينة العيون ، و الناظور ، قبل ان تحل بمركز التأهيل المهني البحري بالقنيطرة ، حيث تخرج على يديها منذ سنة 1992 تلة من الربابنة و ميكانيكين وأطر على درجة عالية من الكفاءة المهنية ، هم يزاولون اليوم مهامهم بالقطاع سواء على ظهر سفن الصيد، أو بعدد من المؤسسات والإدارات المرتبطة بالصيد البحري.
تتذكر العسري بداياتها الأولى في قطاع الصيد، الذي نسجت معها علاقات متجددة تتخللها مقاربة النوع ، ترسم معالمها ظروف النشآة المعرفية والإحتكاك اليومي مع مختلف الشرائح البحرية ، بعد أن ارتبطت بداياتها كأول مكونة بمركز التأهيل المهني البحري بالعيون، بعده معهد التكنولوجيا للصيد البحري بدات المدينة . حيث تفتحت رغبتها في إمداد جميع المتدربين بأهم المعطيات البحرية، التي تخص التكوين البحري و قطاع السلامة البحرية…، أضحت تستقبل كل سنة جيلا جديدا من المتدربين ، بالاضافة إلى تفعيل سكة التواصل مع معظم بحارة الصيد التقليدي، بجل نقط التفريغ بداية من السعدية الى سيدي حساين بالمجال البحري بالناظور.
وترى العسري أن المرأة المغربية، اكتسحت جميع المجالات المهنية، بما فيها قطاع الصيد البحري، الذي احتلت فيه مناصب عليا. وخير دليل على ذلك زكية الدرويش الكاتبة العاملة لقطاع الصيد البحري، المعروفة داخل الساحة البحرية المهنية بالمرأة الحديدية، كإمرأة تفتخر بها النساء تؤكد رشيدة العسري . وذلك من خلال ما قدمته ومازالت تقدمه من خدمات لقطاع الصيد البحري. فاليوم المرأة هي حاضرة داخل مختلف مؤسسات وإدارات قطاع الصيد البحري، جنبا الى جنب مع الرجال. هذا إضافة الى ولوجها الشق الميداني البحري، بالعمل على ظهر السفن البحرية وقوارب الصيد التقليدي.
وعلى النقيض من الإشاعات التي تحكم تفكير عامية المجتمع البعيدة عن مقاربة النوع في قطاع الصيد البحري، تقول سلمى فيتاح التي تدرس بالسنة الثانية شعبة ميكانيك، من خلال تجربتها بعد اجتيازها للمرة الثانية فترة التدريب ، أن الواقع المعاش لا يمت لهذه الإشاعات بأية صلة. لأن البحار الذي يمارس أصعب مهنة وأخطرها على الخصوص، يكون لديه حس من المسؤولية واحترام الذات والآخر كيفما كان، سواء العاملين أو العاملات في قطاع الصيد البحري. فالمعاملة الذكورية مبنية على الاحترام والتقدير والمؤازرة ، ودعم العاملات، في قطاع الصيد البحري. علما أن الذي قام بتكوين المراة في بدايات إلتحاقها بالقطاع البحري، هو شقيقها الرجل. لأن العلاقة المهنية والعملية مبنية على نقاش معرفي بحري.
وبخصوص نظرتها المستقبلية لقطاع الصيد البحري ، تؤكد يامنة اكلو رئيسة تعاونية تكري فام بحكم عملها بالمجال التعاوني والتضامني بقطاع الصيد البحري. ان مقاربة النوع وصلت اليوم لمستويات مقبولة، في ظل اعتماد جل اللقاءات البيمهنية على آراء وأفكار النساء البحريات ، موضحة في ذات السياق ان الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي أدمجت العنصر النسوي في تسييرها الإداري الداخلي. وهو الأمر الذي يبرز الدرجة الكبيرة التي تحظى بها الصيادات بالأرجل التي تشكل إضافة نوعية بقطاع الصيد البحري ككل.
وبمناسة عيد المرأة شاركت تعاونية تكري فام بفعاليات الملتقى تامغارت بالمركب السياحي بمدينة اكادير . وذلك بغرض إبراز دور العنصر البشري النسوي بقطاع الصيد البحري والذي يحظى بمكانة جد مهمة داخل برامج الفعاليات المحلية والوطنية و كدا الدولية ، بحيث تعرض التعاونية منتوجها البحري بجل المناسبات للتعريف بالثقافة الغذائية البحرية، من بلح البحر مع الكشف على مراحل تحصيل المنتوج من الصدفيات . فالسير على نفس المنوال من خلال عرض المنتوجات البحرية للصيدات بالارجل داخل المحافل و معارض و الملتقيات و، سيمكن العنصر البشري النسوي من تجاوز مجموعة من المعيقات. كما سيضمن تطوير قطاع الصيد البحري مستقبلا.
وبجانب المستوى الاحتفالي عبرت مؤطرات ومتدربات وعاملات النظافة، عن بهجتهن وسرورهن من الإلتفاتة الحسنة التي خصصتها لهن إدارة معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، بمناسبة عيد المرأة صباح اليوم الجمعة 8 مارس 2023، حيث تم توزيع باقات من الورود وخص بعضهن بتذكارات معنوية وهدايا .
نتمنى ان نكون اشعاعا للمرأة العاملة في قطاع جمع الصدفيات و ان نتمكن من تسليط الضوء على بعض من كفاحها في هذا المجال