كل المؤشرات تسير في إتجاه الجزم، بأن مدينة المرسى بالعيون، تعيش تحت وطأة، فيروس كورونا المستجد، بعد إكتشاف أزيد من 80 حالة مؤكدة مصابة بالوباء الجائحة، في صفوف عاملات وعمال وحدات التصبير إلى جانب مهاجرين أفارقة.
ومع تزايد عدد الإصابات تعالت الأصوات، الداعية إلى فتح بحث قضائي، في ظروف وأسباب تفشي مرض كوفيد-19، على الخصوص بوحدات لتصبير وتجميد السمك، وكدا تسرب مهاجرين سريين للمنطقة. و هو ما رفع حصيلة الإصابات إلى العشرات، والتي سيكون لها لامحالة إمتدادا في ظهور بؤر وبائية متفرقة بالمنطقة.
وطفت على السطح الكثير من ردود الأفعال، أمام تفشي الوباء بالجهة، في ظل الصرامة الكبيرة التي عبرت عنها المصالح الولائية بالمنطقة، والتي ظلت متحكمة في الوضع، من خلال التشدد في مجموعة من الإجراءات والتدابير، الرامية إلى منع تسرب الوباء إلى داخل الجهة. هذا قبل أن ينفجر الوضع في اليومين الآخيرين، مع إكتشاف 37 حالة في صفوف مهاجرين سريين بطرفاية، وحالة متمثلة في فتاة عشرينية بإحدى واحدات تصبير السمك بالمرسى ، قبل أن يتم إعلان عشرات الإصابات اليوم الثلاثاء بمدينة المرسى بالعيون .
وأغلقت السلطات الوحدات الصناعية، في محاولة منها لتخفيف الأزمة، والحد من إنتشار الفيروس التاجي بالمرسى، والوقوف سدا منيعا أما تسربه في إتجاه مدينة العيون. خصوصا وأن عددا كبيرا من العمال والعاملات بهذه الوحدات الصناعية، هم يقطنون بالمدينة، ويتنقلون بين المنطقتين على متن وسائل نقل مخصصة لنقل المستخدمين. ما يفتح الباب أمام الكثير من التأويلات، بخصوص إحتمال وجود بؤر عائلية بالمدينة. وهو ما يتطلب تحرك السلطات داخل الأحياء، التي يسكنها المخالطون بشكل سريع .
وأمام هذا الوضع ستجد الكثير من مراكب صيد الأسماك السطحية الصغيرة المرتبطة بعقود مع الوحدات الصناعية، نفسها أمام إجبارية توقيف نشاطها ، إلى حين عودة الوحدات إلى العمل، فيما توجد أخبار تتحدث عن إخضاع بعض مراكب السردين للحجر الصحي، مباشرة بعد عودتها من المصايد المحلية، لكون أطقمها تضم بحارة مخالطين لبحار يشتبه في إصابته بالفيروس التاجي. وذلك في إنتظار ما ستحمله التحليلات المخبرية. ما يرفع درجة التأهب في الأوساط المحلية، مخافة تحول مدينة المرسى إلى “لاميمونة” ثانية، بإعتبارها تسير لتكون محطة موبوءة. وهي كلها معطيات تحتاج لتحرك سريع، من أجل محاصرة الوباء. ومنعه من التمدد في المنطقة، التي تعد أحد الشرايين المهمة للإقتصاد المحلي.
وتسود حالة من الترقب في أوساط الساكنة المحلية، وكدا الفاعلين المهنيين، لما ستؤول إليه الأوضاع. فالتقارير المحلية تؤكد بأن رصد الحالات لا يزال متواصلا، مع إخضاع عدد من العاملين والعاملات والعشرات من المخالطين، الذي فاق عددهم عتبة 1000، لتحليلات الكشف عن الفيروس التاجي. ما من شأنه تفريخ المزيد من الحالات في القادم من الساعات.
البحرنيوز: متابعة