أسدل الستار وسط الأسبوع المنصرم عن رحلات عدد من مراكب الصيد البحري الساحلي صنف السردين، النسيطة في سواحل مصيدة التناوب بالداخلة .
و حسب الأخبار الوافدة من ميناء الداخلة، فإن أغلب مراكب صيد السردين قد أوقفت فعلا رحلاتها البحرية، وانساقت في عمليات (سوس الشبكة ) إيذانا بتوقف نشاط المراكب، للالتحاق بالأهل والأحباب بمناسبة عطلة عيد الأضحى. كما قررت مراكب أخرى الاستمرار في الصيد الى حين، رغم أن مصيدة التناوب تخضع لكوطا سنوية فردية لمجموع 75 مركبا تنشط في صيد السماك السطحية الصغيرة بالمصيدة المذكورة.
و قال لحسن مولاي ربان مركب صيد في إفادته لجريدة البحرنيوز، أن من خلال التجربة المكتسبة على مر سنين في القطاع، فإن التوقف عن نشاط الصيد في المناسبات الدينية والأعياد، يخلق نوعا من الارتباك و العشوائية، و عدم اتفاق المهنيين لتحديد تاريخ التوقف النهائي عن الإبحار. وذلك بحكم تفاوت المبيعات التي حققها كل مركب. بحيث يسعى بعض الربابنة الى تدارك فارق البيع مع مراكب اخرى، تنشط في نفس المصيدة، عبر الاستمرار في الصيد. وذلك في الوقت الدي تعم الاخبار بين البحارة و تتداول أخبار تاروحيت.
و يخلق هذا الإرتباك نوعا من التدمر و عدم رضا البحارة ، وهو ما ينعكس جليا على من اختاروا الاستمرار في الخروج للصيد بالوقوع في الحوادث، أو كما يصطلح عليه في العامية البحرية ب “لبريات” نظرا للضغط النفسي الممارس على البحارة. و هي حوادث تأتي بالتجربة يقول المصدر، من سخط البحارة، حسب تأويلهم لقرار الربان الاستمرار في الصيد، بينما زملاؤهم بمراكب اخرى يتابع المصدر، قد انغمسوا في “سوسان الشباك”، و بعضهم حجز تذاكر السفر.
ويتداول البحارة الغاضبون مجموعة من العبارات التهكمية والساخطة من قبيل “هاد الرايس بغا ياكل لحجر” فيما يسجل آخرون “واخا الوزارة دارت الكوطا هاد الرايس بحال المنشفة الله يحفظ” ويتهكم آخرون “ماتخافوش الرايس ديالنا لي كيسد المرسى” بمعنى أنه الاخير الدي يوقف نشاطه في الصيد. وهي كلها عبارات تعبر عن مدى التدمر الحاصل في أوساط البحارة، الذين يواصلون إشتغالهم بالبحر على بعد أيام قليلة من العيد.
و سجلت المصادر المهنية وقوع حوادث بالفعل لدى المراكب التي خرجت الى البحر، بحيث ان ( الديزرمية ) أي انقطاع الشبكة هي حصيلة احد المراكب من رحلته، فيما أن (الكورزيطا ) كادت أن تسقط ضحايا جدد بعد انشطارها من مكانها لدى مركب أخر ، و سقوط “البولي” ( الالة التي تستعمل في سحب الشباك من البحر ) من مكانه الطبيعي بعد انقطاع القابض إضافة إلى حوادث مختلفة .
و تأتي مناسبة تاروحيت هده الايام بالنسبة للبحارة تزامنا مع حالة المنزلة التي ستعرفها سواحل الداخلة في الأيام القليلة القادمة، حسب تقديرات مصلحة الأرصاد الجوية، إضافة إلى مناسبة عيد الشباب وثورة الملك و الشعب. دون نسيان أن جل معامل التصبير و التعليب المشتغلة بالمنطقة، سبق لها ان حددت تاريخ 20 غشت موعد توقف نشاطها، بحكم أن مناسبة عيد الأضحى تكتسي طابعا خاصا لدى المغاربة، و خاصة العمال المنحدرين من مناطق بعيدة. بحيث أن غالبيتهم ينتظر مدة سنة كاملة لينعم بهده المناسبة لزيارة الاحباب، و الأهل في المناطق الداخلية .
و حسب المصادر المهنية من الداخلة فإن عائدات ( البياخي ) أوفترة عمل المراكب بالمصيدة كانت جيدة هذا الموسم، حيث سجل أحد البحارة أن ( الباي مهور )، بمعنى أن الحصة المالية المترتبة عن فترة العمل جيدة بمصيدة التناوب .