إستقبل السيد إبراهيم بودينار، الكاتب العام لكتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، أمس الأربعاء 10 يوليوز 2025، السيد تومويوكي كواباتا، الممثل المقيم للوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) بالمغرب، في لقاء وصف بـ”الودي والاستراتيجي”، يأتي ليؤكد دينامية التعاون المتواصل بين البلدين، لاسيما في ميدان الصيد البحري.
ولم تكن هذه الزيارة مجرد بروتوكول مجاملة، بل محطة لاستحضار أربعة عقود من التعاون المثمر في مجالات حيوية بالنسبة لقطاع الصيد البحري المغربي، من بينها البحث العلمي البحري، التكوين المهني، دعم الصيد التقليدي، وتربية الأحياء المائية. وقد أعرب الكاتب العام خلال هذا اللقاء عن بالغ الامتنان لحكومة اليابان، التي واكبت المغرب بانتظام في تطوير هذا القطاع الحيوي، من خلال مبادرات ومشاريع جسدت روح الشراكة القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون العملي.
وتناول الجانبان في هذا اللقاء مستجدات البرامج الثنائية، حيث تم استعراض وضعية المشاريع الجارية والمشاريع المستقبلية المبرمجة في إطار التعاون المغربي الياباني. كما لم يُغفل الطرفان الإشارة إلى بعض الصعوبات الميدانية والتقنية التي تعترض تنفيذ بعض هذه المشاريع، مؤكدين على عزمهما المشترك على تذليل العقبات وضمان فعالية التنفيذ، لما فيه خدمة المهنيين ورفع جودة التدبير المستدام للموارد البحرية.
وشكل اللقاء مناسبة لتبادل الرؤى حول آفاق التعاون الثلاثي بين اليابان والمغرب والدول الإفريقية، بما يتماشى مع توجهات المغرب الداعمة للتعاون جنوب-جنوب. حيث تم التأكيد على ضرورة نقل الخبرات والمعارف المغربية واليابانية لفائدة الدول الشريكة ب القارةالإفريقية، خاصة في ما يتعلق بتقوية القدرات البشرية، وتحقيق تنمية شاملة للأنشطة البحرية.
وتُجسد الشراكة بين المغرب ووكالة JICA نموذجاً لتعاون دولي متوازن ومستدام، ينبني على الثقة والرؤية المشتركة في تحقيق تنمية زرقاء مسؤولة. وهي شراكة أثبتت نجاعتها على مدى السنوات، ما يجعلها قاعدة صلبة يمكن البناء عليها لمواجهة تحديات المستقبل، خاصة في ظل التغيرات المناخية، وضغوط الاستغلال، والحاجة إلى تعزيز السيادة الغذائية من خلال استدامة الموارد البحرية.