أفادت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن المغرب شرع اليوم الجمعة، في تنفيذ المراحل الأخيرة من مشروع اقتناء السفينة الأوقيانوغرافية الجديدة للبحث العلمي في مجال الصيد البحري. حيث أوضحت الوزارة في بلاغ لها أن الأمر يتعلق بالتسليم المؤقت على مستوى ورش بناء السفن ” Mitsui E&S Shipbuilding Co., Ltd ” بأوكوياما باليابان، مشيرة إلى أن هذه السفينة التي تعد من أحدث طراز، يُراد بها أن تكون مختبرا عائما للملاحظة والتنقيب بالمحيطات.
وأبرز المصدر نفسه، أن اقتناء هذه السفينة من الطراز الحديث يعد من بين أبرز توجهات استراتيجية “آليوتيس” التي تعتبر تعزيز البحث العلمي في مجال الصيد البحري من بين أهدافها الرئيسية. حيث ستمكن هذه السفينة من رصد وجمع المعلومات عن البيئة البحرية لتطوير المعرفة العلمية في مجال العلوم البحرية، مضيفة أن اقتناء سفينة أوقيانوغرافية لفائدة المعهد الوطني للبحث العلمي في مجال الصيد البحري (INRH) يندرج في إطار تمديد الشراكة التاريخية في مجال الصيد البحري بين المغرب واليابان
وكانت شركة “تيوتا تسوشو” اليابانية، قد أعلنت اليوم الجمعة 18 دجنبر2020، عن تسليم السفينة الأوقيانوغرافية العملاقة الرائدة في مجال الأبحاث إلى المغرب بمدينة تامانو بمحافظة أوكاياما اليابانية، حيث ستبحر السفينة في اتجاه ميناء أكادير. إذ من المتوقع أن تصبح سفينة الأبحاث جاهزة للعمل في مجال البحوث الأوقيانوغرافية والسمكية اعتبارًا من شهر أبريل 2021. حيث أفادت الشركة اليابانية، أن مشروع تجهيز سفينة الأبحاث منح لشركة Toyota Tsusho في شهر شتنبر 2018، بناءا على اتفاق مشترك مع مجموعة CFAO التابعة لها، و تم بناء السفينة من قبل شركة Mitsui E&S لبناء السفن، بناءا على تمويل عبر قرض “جايكا ين”.
وأفادت الشركة أن تصدير الأسماك يحتل مكانة متقدمة على مستوى صادرات المغرب بعد صناعة السيارات والفوسفاط ، وهو ما يؤكد أهمية القطاع على مستوى البلاد والإهتمام المتزايد بالبحث في هذا المجال . حيث ومع تقادم السفن البحثية ونقص مرافق البحث ، واجهت البلاد الحاجة إلى سفن بحث جديدة.
وتم تجهيز سفينة الأبحاث المبنية حديثًا تضيف الشركة ، بميزات تحد من الضوضاء والاهتزازات الصادرة عن السفينة أثناء الملاحة ، مما يحسن بشكل كبير من الدقة في اكتشاف الأسماك باستخدام الموجات الصوتية. كما أنها قادرة على إجراء أبحاث حول الحياة البحرية والبيئة في أعماق البحار ، بالإضافة إلى البحوث الأوقيانوغرافية والسمكية التقليدية. حيث يتيح ذلك تطوير نظام تقييم قائم على النظام الإيكولوجي، يدمج البيئة البحرية والعلاقات المتبادلة بين الحياة البحرية ، فضلاً عن البحث في التنمية المستدامة واستخدام منتجات مصايد أعماق البحار.
وكانت البحرنيوز قد علمت في وقت سابق من مصدر مسؤول داخل المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، أن الأزمة التي يعرفها العالم بسبب إنتشار فيروس كوفيد 19، لن يكون لها أي تأثير على موعد تسليم السفينة الأوقيانوغرافية العملاقة، التي ظلت الأشغال متواصلة بها بأحد الأحواض المتخصصة في بناء السفن باليابان.
وتم في شهر فبراير 2020، التوقيع على مراسيم رفع العارضة، الخاصة ببناء سفينة البحث العلمي في عالم المحيطات، بحوض بناء السفن “tamano” باليابان. حيث من المنتظر أن يتسلمها المغرب في فبراير 2021. حيث يبلغ طول القطعة البحرية العلمية 48 مترا، ويرتقب أن تتوفر على أحدث تقنيات قياس المحيطات، وسبر أعماق المحيط والموارد البحرية بالصدى الصوتي، كما ستدعم تقييم ورصد الموارد البحرية.
وأطلق المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري في وقت سابق، طلبات عروض توظيف بموجب العقدة، لشغل مناصب أربعة ضباط، ومهندس دولة، سيشكلون طاقم سفينة الأبحاث العلمية الأوقيانوغرافية الحديثة. فيما تراهن وزارة الصيد البحري ومعها البلاد على السفينة الجديدة، في خلق طفرة قوية في الأبحاث العلمية المرتبطة بقطاع الصيد البحري، إذ ستمكن المعهد من تعميق أبحاثه المرتبطة بالمصايد والبيئة البحرية، بما يخدم الإستراتيجيات القطاعية القادمة.