يواصل المغرب توسيع استراتيجيته الوطنية لتحلية مياه البحر، في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بندرة الموارد المائية والتغيرات المناخية. وحسب معطيات رسمية صادرة عن المديرية العامة لهندسة المياه بوزارة التجهيز والماء، يشغّل المغرب حاليًا 17 محطة لتحلية المياه بطاقة إنتاج سنوية تقدر بـ 320 مليون متر مكعب، فيما يجري إنجاز 4 محطات جديدة سترفع الطاقة الإجمالية إلى 532 مليون متر مكعب سنويًا.

في سياق تعزيز هذه الجهود، كشفت الوزارة في جواب كتابي لوزير التجهيز والماء نزار بركة، ردًا على سؤال برلماني، عن إطلاق برنامج لاقتناء 244 محطة متنقلة لتحلية المياه الجوفية ومياه البحر، بطاقة إنتاجية تناهز 1563 لترًا في الثانية. وقد تم إلى حدود يوليوز 2025 تسليم 89 محطة متنقلة، فيما يُرتقب تشغيل باقي المحطات قبل نهاية السنة.
من جهة أخرى، أوضح الوزير أن أشغال محطتي الجديدة وآسفي متقدمة، وتم الشروع في استغلالهما جزئيًا منذ سنة 2023، على أن يتم تشغيلهما بالكامل بحلول نهاية 2026. وتغطي محطة الجديدة حاليًا 80% من حاجيات المياه لجنوب الدار البيضاء وسطات وبرشيد.
أما محطة تحلية المياه في الداخلة، فقد بلغت نسبة الأشغال بها 78%، ومن المرتقب دخولها الخدمة منتصف 2026. في المقابل، تجاوزت نسبة إنجاز محطة الدار البيضاء الكبرى، التي ستكون الأكبر من نوعها في إفريقيا بطاقة 300 مليون متر مكعب سنويًا، نحو 40%، ومن المتوقع تشغيلها نهاية 2026.
وأشار الجواب الوزاري إلى أن هذه المشاريع تتم بشراكة بين القطاعين العام والخاص، في إطار برنامج وطني طموح يهدف إلى إنتاج 1.7 مليار متر مكعب من المياه المحلاة سنويًا في أفق 2030، لتأمين حاجيات المدن الساحلية وبعض المناطق الداخلية من الماء الشروب، وسقي الأراضي الفلاحية.