مع التطورات التي يعرفها كوفيد 19 بالمغرب، تعيش جل موانئ المملكة على وقع إستئناف الأنشطة البحرية، بعد إنتهاء عطلة عيد الأضحى مع بداية شهر غشت الجاري ، حيث إلتحقت الأفواج من البحارة بالموانئ ونقط الصيد ، قادمين من مساقط رؤوسهم، بعد قضائهم العيد في كنف الأسرة والعائلة ، وهو ما يعني أن غالبية البحارة هم عائدون من ذروة الإختلاط العائلي، إنسجاما مع القدسية التي يحظى بها عيد الأضحى لدى المغاربة قاطبة، والبحارة بشكل خاص، كما تؤكد ذلك فترة التوقف الطويلة التي تم إتخاذها بشكل توافقي في الأوساط المهنية .
غير أن هذه العودة تقتضي الكثير من الحيطة والحذر في صفوف البحارة ، حيث عاينت البحرنيوز التراخي الحاصل في الإلتزام بالتدابير الإحترازية ، من قبيل الإلتزام بإرتداء الكمامات ، والتقليل من التجمعات داخل الموانئ ونقط الصيد، فضلا عن إستحضار مختلف التوجيهات التي توصي بها الجهات المختصة ، تلافيا لوقوع أي إنتكاسة داخل الموانئ التي تعد شراينا إقتصاديا مهما ، وتستقطب الألاف من المرتادين من بحارة وتجار ومصنعين وإداريين ، خصوصا مع إعلان وزارة الصحة، اليوم الثلاثاء، أن كافة مؤشرات تتبع الحالة الوبائية، تؤكد دخول المغرب في مرحلة الانتشار الجماعاتي لجائحة “كوفيد-19″، منذ خمسة إلى ستة أسابيع، مع ترقب بلوغ المنحنى الوبائي ذروته في الأيام القليلة القادمة.
وأوضح رئيس قسم الأمراض السارية بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بالوزارة، عبد الكريم مزيان بلفقيه، في تقديمه للحصيلة نصف الشهرية الخاصة بالحالة الوبائية للجائحة خلال الفترة من 20 يوليوز الماضي إلى 2 غشت الجاري، أن المغرب يوجد في المرحلة التصاعدية للمنحنى الوبائي، والتي يمكن أن تعرف ذروتها في الأيام القليلة القادمة. حيث سجل عدد الحالات الإيجابية ارتفاعا مضطردا زاد عن 133 بالمائة خلال الفترة من 20 يوليوز الماضي إلى 2 غشت الجاري، إذ تم تسجيل أرقام قياسية متتالية، بوصول العداد اليومي العشرة آلاف حالة في مناسبتين.
وعرف معدل التكاثر أو التوالد تفاقما عميقا وحادا في قيمته، حيث واصل ارتفاعه للأسبوع السادس، وتقدر قيمة هذا المؤشر بـ 1,47، وهو المستوى الذي يفوق مرتين الهدف المسطر في المخطط الوطني للرصد ومكافحة “كوفيد-19″، والمحدد في أقل من 0,7. كما أن نسبة الحالات الإِيجابية ارتفعت لتنتقل من 10,7 بالمائة إلى 20,38 بالمائة خلال الفترة ذاتها، وتم تسجيل أعلى نسبة بجهة كلميم وادنون (39 بالمائة)، فيما شهدت جهة فاس-مكناس تسجيل أدنى نسبة (4 بالمائة).
وبلغ عدد الحالات الإيجابية المؤكدة، إلى حدود 2 غشت 2021، ما مجموعه 633 ألف و923 حالة مؤكدة، بمعدل إصابة تراكمي يقارب 1739 حالة لكل 100 ألف نسمة، في حين سجلت المنظومة الصحية 9885 حالة وفاة مؤكدة، بنسبة إماتة وطنية مستقرة في 1,6 بالمائة، في مقابل معدل عالمي يناهز 2,1 بالمائة. كما سجلت المنظومة الصحية، كذلك، ارتفاعا مُؤْرِقا في عدد الحالات النشطة، إذ انتقلت من 15 ألف و253 حالة نشطة منذ أسبوعين، إلى أعلى رقم منذ بداية الجائحة (54 ألف و586 حالة نشطة يوم أمس)، أي بارتفاع قياسي ناهز 257 بالمائة. وبدوره، عرف عدد الحالات الحرجة الجديدة التي يتم استشفاؤها في أقسام العناية المركزة، ارتفاعا خلال الأسبوعين الأخيرين، إذ انتقل من 413 إلى 860 حالة، أي بزيادة فاقت 108 بالمائة.
وبادرت السلطات المينائية لاسيما بالأقاليم الجنوبية للمملكة ، إلى تقريب عملية التلقيح من البحارة ، حتى يتم تطعيم غالبية رجال البحر ، وذلك تفاعلا مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للتلقيح، بعد ان تم توسيع الفئة العمرية المستهدفة حاليا، لتشمل المواطنين البالغين 25 سنة فما فوق، وإقرار فتح مراكز التلقيح كل أيام الأسبوع إلى غاية الساعة الثامنة مساء ودون شرط الموعد ولا شرط عنوان السكن أو الإقامة.