كشف محمد الإدريسي الملولي المدير الجهوي للمكتب الوطني للصيد البحري بطنجة أمس الخميس 17 يونيو 2021 بطنجة، أن إشكالية المغرب تتمثل في ضعف إستهلاك المنتوجات البحرية، مبزا أن البلاد تنتج 54 كلغ من الأسماك للفرد الواحد، فيما لا يتعدى حجم الإستهلاك الفردي 16 كلغ على أقصى تقدير.
وأوضح المصدر الذي كان يتحدث في مداخلة له ضمن ندوة علمية حول أفاق الإقتصاد الأزرق، إحتضنها مقر جهة طنجة تطوان الحسيمة ، أن المغرب يعمل على تدبير الفائض عن كل فرد والمحدد في قرابة 38 كلغ ، بتصدير 16 أو 18 كلغ، فيما توجه البقية نحو معامل الدقيق أو قنوات تصريف أخرى لا تنسجم مع تطلعات الوزارة الوصية.
ونبه الملولي إلى أهمية الإشتغال على تحفيز المستهلك المحلي، من أجل الإقبال على الأسماك ، سواء عبر الوصلات الإشهارية والحملات التحسيسية، والمبادرات التي يمكن أن تدفع في إتجاه تعزيز الإحساس، لدى المواطن المغربي، بأهمية الإقدام على التعاطي مع المنتوجات البحرية. وهو مجهود لا يقتصر على الوزارة الوصية، لوحدها وإنما على مختلف الفاعلين، فقطاع الصيد لوحده يشغل 760 ألف فرد بشكل مباشر وغير مباشر، وكل فرد يضمن العيش لقرابة 4 أفراد، ما يجعل نحو ثلاثة ملايين مغربي تعيش على إقتصاد الصيد.
وأضاف الملولي الذي هو في ذات الآن المسؤول عن المبادرة المتوسطية لتطوير الإقتصاد الأزرق بالمغرب في إطار مشروع دولي 5+5 ، التي تضم المغرب موريتانيا تونس ليبيا والجزائر، إلى جانب فرنسا البرتغال مالتا إيطاليا وإسبانيا، وهي المبادرة التي تشتغل على تطوير الإقتصاد الأزرق بالدول العشرة ، أن الإنفتاح على الإقتصاد الأزرق سيرفع الرقم إلى أزيد من 10 ملايين، يمكن أن تستفيد من هذا الإقتصاد، لاسيما أن المغرب يتوفر على مختلف مقومات النجاح، من أجل إقتصاد أزرق قوي ناجح ومستدام، من خلال رأس المال الطبيعي المتمثل في السواحل بإمتداد 3500 كلم، وبمنطقة إقتصادية خالصة تبلغ 1.2 مليون كلم مربع، وبتنوع بيولجي كبير جدا ناهيك عن الرأس المال البشري الهام خصوص بالمناطق الساحلية بالواهتين الأطلسية والمتوسطية .
لدى فالمطلوب اليوم يؤكد المسؤول عن المبادرة المتوسطية ، يبقى هو تحفيز الشباب على الإستثمار في البحر والإقتصاد الأزرق بتشعباته المختلفة، سواء على مستوى أنشطة الصيد أو تربية الأحياء البحرية أو الأنشطة الإيكولوجية والسياحة البحربة والطاقات المتجددة، التي يمكن أن تشكل قيمة مضافة، للإقتصاد الوطني لفتح أفاق جديدة تماشيا مع التوجهات التنموية للبلاد .
يذكر أن الندوة نظمت من طرف جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، بمشاركة غرفة الصيد البحري المتوسطية والوكالة الوطنية لتربية الأحياء البحرية والمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري إلى جانب فاعلين آخرين وذلك في إطار البرنامج الوطني ” خمس أسابيع لتعبئة وطنية وإجراءات مواطنة محلية” حسب الجمعية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمحيطات، وبشراكة مع قطاع الصيد البحري وقطاع البيئة وعدة شركاء آخرين
ووفق الجمعية فتسعى النسخة الثانية للأسبوع الأزرق، إلى وضع الاقتصاد الأزرق وقضايا استثمار طاقات الشباب والرفع من فرص التشغيل وخلق الثروة، في خدمة النموذج التنموي. حيث يعرف برنامج النشاط القيام بزيارات ميدانية لمواقع العديد من المشاريع الزرقاء، واقتراح مشاريع ابتكارية جديدة، وبناء حوار حقيقي بين مختلف المصالح المعنية من أجل تقارب أفضل لجهود صانعي القرار محليا.