يبدو أن المنتوجات البحرية المصطادة والمصنعة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، تسير بثبات لتجد لها موطأ قدم شرعي بأسواق الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما بعد إعلان هذه الدولة إعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، وإتفاق كل من المغرب وأمريكا على مراجعة اتفاقية التبادل الحر بينهما، لتمكين منتجات الأقاليم الجنوبية من الوصول إلى الأسواق الأمريكية بشكل قانوني.
واتفق البلدان في وقت سابق على إعادة تكييف اتفاقية التبادل الحر الفريدة من نوعها على مستوى القارة الإفريقية، والتي كانت قد دخلت حيز التنفيذ بين البلدين سنة 2006، من أجل تمكين المنتوجات المغربية القادمة من الأقاليم الجنوبية من ولوج السوق الأمريكية. وهو ما يتطلب إستعداد الفاعلين الإقتصاديين بالمنطقة الجنوبية لكسب هذا التوجه بما يحمله من تحديات قوية، والذي سينعكس بالإيجاب على تثمين المنتوجات البحرية بالنظر للقوة الإستهلاكية لبلاد العم سام.
وفي موضوع متصل يتطلع الفاعلون إلى إنشاء ميناء الداخلة الأطلسي، في توفير فرص قوية في ربط المنطقة بالكثير من الدول عبر العالم، منها الولايات المتحدة الأمريكية، بما يحمله هذا الميناء الذي شرع المغرب في الإطلاق الفعلي لإنجازه بمنطقة انتيرفت على بعد 40 كلم شمال مدينة الداخلة، من أهداف جيوستراتيجية ولوجستيكية. حيث من المنتظر ان يضم المشروع، منصة صناعية كبرى، لمعالجة الحاويات وحواجز وقائية 6700 متر طولي ، وحواجز الرسو وأراضي مسطحة.
وضمن مكونات هذا المشروع يبرز ميناء تجاري يتوفر على أرصفة متعددة الإختصاصات، بإمتداد في حدود 900 متر طولي وبعمق 16 متر هيدرو. ومحطة نفط، ورصيف مخصص للخدمات يمتد على 100 متر طولا وأراضي مسطحة مساحتها 24.6 هكتار. كما يضم المشروع الواعد بالصحراء المغربية، ميناء للصيد يتوفر على أرصفة يبلغ إمتدادها 1650 متر طولي وبعمق 12 متر هيدرو، وأراضي مسطحة مساحتها تصل ل28.8 هكتار.
وكان سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب ديفيد فيشر قد اكد أمس الأحد 10 يناير 2021 بالداخلة، أن افتتاح قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية بالداخلة، من شأنه “تشجيع مشاريع الاستثمار والتنمية التي ستحقق فوائد ملموسة للمنطقة.” مبرزا في ذات السياق أن إنشاء قنصلية بالداخلة “سيمكن من الاستفادة بشكل أفضل من موقع المغرب الاستراتيجي كقطب للتجارة بكل من إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، وسيسمح ذلك على الخصوص بدعم وتشجيع مشاريع الاستثمار والتنمية التي ستحقق فوائد ملموسة للمنطقة”.