عادت قوارب الصيد التقليدي بميناء المهدية أمس الاثنين 10 يوليوز 2023 محملة بكميات مهمة من الأخطبوط، فيما تارجحت الأثمنة وفق مصادر محلية بين 80 و87 درهم للكيلوغرام . إذ يعول الفاعلون المحليون على تحسن القيمة المالية لهذا الصنف من الرخويات الذي يبقى في حاجة للتحفيز، لينعكس مستقبلا على المردودية المالية والإجتماعية لبحارة المنطقة .
ووفق تصريح جلال لعفر رئيس جمعية الخير للصيد التقليدي البحري بالمهدية وممثل مهنيي الصيد التقليدي ، فإن ميناء المهدية شهد أمس الاثنين على تفريغ ما يقارب 19 طن (18,680 طن) اسقطبتها قوارب الصيد التقليدي المحدد اعدادها في 220 قارب . فيما تبقى المؤشرات الأولية تتسم بوفرة الاخطبوط باحجام جيدة، تراوحت بين 2,5 و 10 كيلوغرام في الحجم الواحد من الاخطبوط.
ووفق ذات المصدر فإن المؤشرات تبقى إيجابية مقارنة مع الكوطا الإجمالية الممنوحة لسواحل المهدية، التي لا تتعدى 140 طن ، مبرزا في ذات السياق أن كوطا الدائرة البحرية لا تتناسب مع أعداد قوارب الصيد النشيطة بالميناء التي تتجاوز 230 قاربا، لاسيما في ظل وفرة منتوج الاخطبوط وباحجام جيدة، كخلاصة استسقاها أسطول الصيد التقليدي من خلال أولى رحلاته البحرية، التي أثلجت نتائجها صدور الأطقم البحرية حسب قول المصدر المهني في ظل احترام الراحة البيولوجية.
وكان مهنيو الصيد التقليدي يطمحون في كوطا مضاعفة تفوق 500 طن موزعة بين التقليدي والساحلي، قبل ان يتفاجئ مهنيي الصيد التقليدي في تسقيف الكوطا المحلية في 350 طن موزعة بين أسطول الصيد الساحلي والتقليدي، حيث تمت عملية تقسيمها إلى حصص بين الصخرات ، سلا، سيدي عابد ، مولاي بوسلهام، المهدية.
فالإنتظارات كبيرة والحصة هزيلة يقول لعفر في تصريحه الهاتفي لجريدة البحرنيوز، حيث أبان المتحدث في ذات الصدد أن مهنيي الصيد كانوا يأملون بالحصول على كوطا جيدة، تساهم بخلق رواج عملي بحري يوازيه رواج تجاري وإقتصادي، يعود بالنفع على هده الفئة التي تعاني من انكماش الإقتصاد البحري بالمنطقة خلال السنوات الاخيرة. فيما تعلق أمال كبيرة على موسم الأخطبوط لخلق نوع من التوزان على مستوى تدبير سنة الصيد. إذ اشار المصدر أن الكوطا المعلنة سيتم إستنفادها في أيام معدودة بالنظر للمؤشرات المحققة في أول أيام الموسم . وهي حالة ظلت تتكرر في المواسم الآخيرة صيفا وشتاء.
وعقدت اللجنة المحلية لتتبع مصيدة الأخطبوط بالدائرة البحرية للمهدية إجتماع أسفرت مخرجاته عن تحديد سقف الكميات المسموح باصطيادها من طرف قوارب الصيد التقليدي في 100 كيلوغرام، خلال الخرجات البحرية الثلاث الأولى ، وبعد دلك 80 كيلوغراما خلال الخرجات البحرية الثلاث للمرة الثانية، ثم تحديد الكمية في 60 كيلوغرام بكل رحلة بحرية . وتتوزع الرحلات الثلاث على أيام الاسبوع ماعدا يوم الجمعة باعتباره يوم عطلة.
إلى ذلك تم تحديد سقف المصطادات من الأخطبوط بالنسبة لأسطول الصيد الساحلي في 250 كيلوغرام خلال الرحلة البحرية التي تمتد ل24 ساعة ، فيما إحتفظت اللجنة بحقها في مراجعة الحصص المسموح بها، تماشيا مع تتبع انشطة الصيد خلال الأيام الأولى من بداية الموسم الصيفي لصيد الصنف الرخوي، والتي تبقى كفيلة بالتحكم في الكميات المصطادة خلال رحلات الصيد القادمة.
ويذكر ان مندوبية الصيد البحري بالمهدية، قد حددت في إعلان موجه لكافة البحارة والعاملين بقطاع الصيد التقليدي والساحلي صنف الجر بالمهدية، مجموعة من التوجيهات والتدابير التنظيمية ، التي يجب على العاملين بالمنظومة البحرية الإلتزام بها لإنجاح موسم صيد الأخطبوط، والتي يبقى أهمها تحديد توقيت التصريح بالمنتوج بالنسبة لقطاع الصيد التقليدي في التاسعة صباحا الى الرابعة والنصف بعد الزوال ، في حين حددت وقت البيع العلني مباشرة بعد انتهاء التصريح انطلاقا من الساعة الرابعة والنصف ، بحيث تتم عملية بيع مصطادات أربعة قوارب صيد دفعة واحدة حسب ترتيب ولوجها لسوق السمك.
