أكد العربي المهيدي رئيس جامعة غرف الصيد البحر أن قطاع الصيد البحري، يواجه اليوم تحديات صعبة قد تعصف بمستقبله ومستقبل مئات الآلاف من اليد العاملة التي يشغلها.
وأوضح رئيس الجامعة في كلمته الإفتتاحية لأشغال الجمعية العامة لجامعة غرف الصيد البحري التي يحتضنها أحد فنادق إنزكان، أنه وإلى جانب الارتفاع المهول لمصاريف الإبحار خاصة ارتفاع أسعار المحروقات، “بسبب التوترات الجيوسياسية العالمية المتسمة بالحرب الروسية على أوكرانيا، التي أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الخام خاصة منها الطاقة، تشهد المصايد الوطنية تراجعا كبيرا في الثروة السمكية ما يؤثر سلبا على مردودية مراكب الصيد ويهددها بالتوقف عن العمل”.
ودعا رئيس الجامعة إلى “اليقظة والحرص على تدعيم المكتسبات والحفاظ على الثروة السمكية وإحاطتها بكافة الإجراءات لضمان استغلالها استغلالا مستديما، والذي يتطلب من الجميع، مهنيين وفاعلين اقتصاديين وإداريين، المزيد من التجند والعمل المثمر في جو من التعاون والتنسيق والحوار المستمر للسير بهذا القطاع قدما وبخطى ثابتة نحو الأفضل”.
وفي هذا الإطار يقول العربي المهيدي ، ” جعلت الجامعة موضوع الحفاظ على الثروة السمكية وتدبيرها بشكل معقلن ومستديم عنصرا أساسيا في إطار التوجهات الاستراتيجية لعملها، داعية في كل المناسبات السلطات المعنية إلى الحرص على تطبيق القوانين المنصوص عليها للحفاظ على الثروة السمكية من الاستنزاف، والوقوف ضد كل انتهاك يمس بتوازن المخزون السمكي ويشكل خطرا على استغلاله العقلاني”.
وبالموازاة مع ذلك أكد رئيس الجامعة أن هذه الآخيرة “فتحت أوراشا على مستويات عدة، يتعلق الأمر هنا بالعمل مع الإدارات المعنية لتطوير برنامج حديث وواضح المعالم للتسويق يتسم بالمنافسة الشريفة ويضمن حقوق المجهزين ويأخذ بعين الاعتبار توفير البنية التحتية المناسبة ، وتوحيد النصوص القانونية المتعلقة بتجارة السمك وتنقيحها، ناهيك عن توفير الموارد البشرية الكفأة والمؤهلة اللازمة. كما أن الارتقاء بمجال العمل داخل موانئ الصيد يقول رئيس الجامعة، يتطلب إعادة النظر في طريقة تسيير هذه الموانئ عبر الارتقاء ببنيتها التحتية إلى مستوى المعايير الدولية وتبسيط مساطر تفويت الملك العمومي باعتبارها مناطق اقتصادية بامتياز”.
وشدد العربي المهيدي على أن الإعتناء بالعامل البشري يجب ان يشكل “محورا أساسيا ضمن أية إستراتيجية لتنمية وتطوير قطاع الصيد البحري، يتعلق الأمر هنا بإيجاد إطار للحماية الاجتماعية للبحارة الصيادين، والمجهزين تتلاءم مع خصوصيات القطاع وتستجيب لمتطلبات وحاجيات هذه الفئة، من خلال ملاءمة نظام التغطية الصحية والتقاعد مع خصوصية قطاع الصيد البحري.”
ونبه رئيس الجامعة إلى أن نظام الرسوم والضرائب المطبقة في قطاع الصيد “غير منسجم ولا يتناسب مع حقيقة أنشطة الصيد البحري، حيث “أن هذا النظام أصبح متجاوزا ومكلفا جدا للمهنيين، ما يستدعي في إطار التشاور والتوافق، التفكير في إيجاد حلول بديلة تهدف إلى تبسيط النظام الجبائي لأجل تحقيق الأهداف المتعلقة بالعدالة الجبائية وتشجيع الاستثمار ودعم الشركات وتحسين تنافسيتها حتى يتمكن قطاع الصيد من احتلال المكانة التي يستحقها كمجال استثماري استراتيجي بالنسبة للمملكة”.
كما أن “إنشاء صندوق تمويل خاص بقطاع الصيد البحري، على غرار ما يقوم به مصرف القرض الفلاحي لصالح قطاع قطاع الفلاحة، حسب رئيس الجامعة، سيكون بمثابة تعبير حقيقي عن التضامن بين الدولة ومهنيي قطاع الصيد البحري وصمام أمان للمهنيين لتشجيع الاستثمار وتأهيل المقاولات والشركات المغربية لتحقيق الاندماج الإيجابي في مسلسل العولمة وتحرير المبادلات التجارية العالمية.
وأضاف رئيس الجامعة كلمته الإفتتاحية أن “الشعب المغربي قاطبة ينتظر بكل إلحاح مساهمة قطاعنا في تنشيط الدورة الاقتصادية وحل معضلة البطالة وضمان الأمن الغذائي للبلاد”، وعليه فإننا كجامعة وغرف للصيد البحري يقول المهيدي، ” نعي جيدا الدور المنوط بنا للمساهمة البناءة في حل هذه الإشكاليات، ولذلك سنساهم بكل جدية وتفان في جميع المبادرات الحكومية وتظاهرات المجتمع المدني بكل عزيمة وإصرار من أجل إبداء آراءنا وتسجيل مواقفنا وتقديم برامجنا حتى يتسنى لقطاعنا أن يلعب دورا رياديا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي تحت رعاية عاهلنا المفدى جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ملتمسين من الله عز وجل أن يوفقنا ويكلل”.
وكان العربي المهيدي قد أكد التزام الجامعة وعزمها الراسخ للتنسيق والتعاون مع غرف الصيد البحري الأربعة ومع مختلف الهيئات المهنية الممثلة لقطاع الصيد في إطار تشاركي، “لتحقيق المصلحة العليا للوطن التي يجب أن تعلو فوق كل الحساسيات السياسية والخصوصيات الذاتية، آملين أن تتظافر جهودنا في إطار التشاور والتعامل المسؤول حتى نتمكن من السمو بقطاعنا إلى أعلى المستويات التي تستجيب للمهام المنوطة به، لمواكبة التطلعات المشروعة لأمتنا في الرقي والإزدهار تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده”.