عادت إشكالية أليات الصيد المستعملة في نشاط الصيد البحري الساحلي صنف الصيد بالجر، إلى واجهة الأحداث من جديد، بعدما قامت البحرية الملكية بتحرير محضر مخالفة في حق أحد مراكب الصيد بالجرالذي ينشط بسواحل ميناء الناظور.
وأوضحت تصريحات مهنية مطلعة لجريدة البحرنيوز، أن البحرية الملكية قامت في إطار المهام الموكولة إليها بمراقبة أنشطة الصيد البحري، بفحص شباك أحد مراكب الصيد بالجر بالبحر بسواحل الناظور، وقامت بتحرير محضر مخالفة، بعدما ضبطت شباك غير قانونية ( كورونا 25 ) في حوزته.
وكشفت ذات المصادر، أن غالبية المراكب تستعمل نفس القياسات، بل وهي السائدة في الصيد بالجر بالمناطق الشمالية وفي ظل لوضعية الصعبة التي يعيشونها، انطلاقا من قلة المخزون السمكي، ومحدوديته، دون أن يعكس انتظارات البحارة، أو تغطية تكلفة رحلات الصيد الطويلة والشاقة. حيث نددت ذات المصادر المحسوبة على الربابنة، بما وصفته بعدم الوضوح بخصوص قياسات أليات الصيد المستعملة من شباك.. فلا يعقل استهداف مركب صيد دون أخر تضيف المصادر، أو أن تشمل عمليات المراقبة مركب واحد.
وطالبت المصادر المهنية المطلعة، وزارة الصيد البحري بالتدخل العاجل، على خط هده المعضلة التي تشغل بال مهنيي الصيد الساحلي بالجر، بحيث أن الشباك ذات القياسات الكبيرة، لا يمكنها أن تكون ذات مردودية كافية، لتغطية كلف الرحلات البحرية، وتضمن عائدات مالية للبحارة. بل على العكس من ذلك، أن مراكب الصيد بالجر الساحلي، غادرت المنطقة كليا، ولا تفعل نشاطها البحري، إلا في مواسم الأخطبوط. كما أنها تنادي بمراجعة قياسات الشباك المستعملة في الصيد بالجر، بالمناطق الشمالية.
وبحسب تصريحات مهنية متطابقة، فإن خاصية المصايد الشمالية تختلف بكثير عن المصايد الأخرى، من ناحية حجم المخزون السمكي، وتنوعه، وأصنافه السمكية، وأيضا طبيعة المصايد. ما جعل الأمور تكون عسيرة على مهنيي المنطقة، حد لجوء البعض منهم إلى توقيف نشاط مراكبهم، و هجرة البعض الأخر إلى الموانئ الأخرى.
و جدير بالذكر أن قياسات الشباك المعمول بها في الصيد الساحلي بالجر بالمنطقة، تصل إلى 50 ملم، وهو قياس يراه مهنيو الحنطة، غير مجدي وغير ذي مردودية، ما دفع المهنيين في العديد من الفرص إلى مطالبة وزارة الصيد البحري، بمراجعة قياسات شباك الصيد بالجر الساحلية، هدا فضلا عن أن نفس المخالفة التي سجلت يوم الخميس المنصرم بسواحل ميناء الناظور، سجلت السنة الماضية بسواحل ميناء العرائش.