يعيش مهنيو صيد الأسماك السطحية الصغيرة بالناظور على أعصابهم، بعد التأخر الذي يعرفه ورش إقرار حلول تنهي معاناتهم مع أسماك النيكرو بالمنطقة، حيث لازالت الهجمات التي يشنها الدلفين الأسود على الشباك وحمولتها متواصلة، ما يكلف المراكب خسائر تتزايد حدتها يوما بعد يوم وفق تصريحات محلية. إذ يطالب الفاعلون المهنيون بإيفاد لجنة مركزية تابعة لوزارة الصيد، من أجل معاينة الوضعية الحالية لقطاع السردين بالمنطقة، والتي يصفها كثيرون بالمتأزمة .
سعيد الرايس فاعل مدني في قطاع الصيد الساحلي بالمنطقة ومجهز في قطاع السردين، أكد في اتصال مع البحرنيوز، أن هجمات النيكرو تزداد ضراوة بالمنطقة، متسببة بذلك في خسائر كبيرة للفاعلين المهنيين، حيث أن المراكب التي تواصل نشاطها بالمنطقة، تجد نفسها مضطرة لتخصيص اعتمادات كبيرة، من أجل تصليح الشباك، وإعادة خياطة العيوب الناجمة عن هجمات “الوحش المائي”.
وأفاد المصدر أن الفاعلين المهنيين أصبحوا غير قادرين على تأمين رحلاتهم البحرية، بسبب نفور البحارة من المراكب لمحدودية مدخولها ، الذي لا يسعفهم، حتى في حيازة نقاط على مستوى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي. لأن المدخول الشهري في كثير من الأحيان، لا يصل إلى الحد الأدنى على مستوى الحصة الأجرية. وهو ما يحرم هذه الشريحة من الإستفادة من الخدمات الإجتماعية، التي يؤمنها الصندوق لفائدتهم . وهو معطى يفرض إعادة العمل بدعم هذه الأجور، بما يضمن تحقيق الحد الأدنى الذي يطلبه الصندوق.
وشدد المصدر على ضرورة التسريع بإبداع حلول واقعية، تعيد الإستقرار لمراكب السردين بالمنطقة الشرقية، سواء على المستوى الحالي او المتوسط والبعيد. لأنه من غير المعقول أن تتوقف الدولة عن دعم المتضررين يضيف الرايس سعيد، في وقت لازال الإشكال قائما. فلاشيء تغير إلى حدود اليوم يقول المصدر المهني ، في إنتظار إيجاد الحل المنشود. لهذا كان من الضروري مواصلة الدعم التحفيزي للمهيين، ومواكبتهم لتجاوز محنتهم في علاقتهم بتدبير ملف النيكرو.
وبالمقابل تساءل الفاعل المهني عن مآل الدعم الذي كان قد برمجه مجلس جهة الشرق ضمن أشغال دورته لشهر أكتوبر 2019 ، والمحدد في 2,2 مليون درهم، تم إقرارها برسم سنة 2020، من أجل الإستمرار في دعم مالكي مراكب الصيد، لإقتناء الشباك السينية. وذلك في إطار تنفيذ الإتفاقيات المبرمة من طرف مجلس الجهة، لدعم وتنمية قطاع الصيد البحري. حيث يراهن المجهزون على التفاتة من الجهة، من أجل التخفيف من معاناتهم المتواصلة، والتي دفعت بعضهم إلى التفكير بجديدة في مغادرة القطاع .
ويواصل ملف النيكرو تصدر عناوين الشأن البحري على مستوى المنطقة المتوسطية، لاسيما بموانئ المضيق والحسيمة والناظور. وهو ما يهدد في العمق إقتصاد الأسماك السطحية الصغيرة، التي تلعب دورا كبيرا في استقرار وتطور الاقتصاد الاجتماعي بالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. بإعتبار صيد الأسماك يؤمن فرصا للعمل، لعدد هام من البحارة بشكل مباشر. إلى جانب الألاف من الوظائف غير المباشرة، دون إغفال المادة الأولية التي يوفرها لعشرات الوحدات الصناعية التي تنشط بالمنطقة.
وكان المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، قد أعطى إشارات إيجابية بخصوص شباك سينية، تم تجريبها ببعض الموانئ المتوسطية ، في إنتظار إتاحتها لمهنيي مراكب السردين، كجزإ من الحل ، بإعتبارها شباك بإمكانها الصمود امام هجمات النيكرو. غير أن التأخر في تعميم هذه الشباك، ومنح الضوء الأخضر للفاعلين المهنيين من أجل إستخدامها، وضع مجهزي المراكب على أعصابهم، مع تزايد الهجمات، التي ينفذها الدلفين الأسواد على الشباك الحالية ، وما يعقبها من خسائر على مستوى الصيد وكذا الأليات المستعملة.
ويطالب الفاعلون المهنيون على مستوى الشريط الساحلي الممتد من الفنيدق إلى السعيدية بإدخال المنظمة التي تحمي هذا النوع من التدييات البحرية على الخط ، فهي كطرف في المشكل القائم اليوم ، كان لابد أن تكون أيضا طرفا في الحل، يقول الفاعلون المهنيون ، خصوصا أن هذا النوع من الأسماك الذي تحميه المنظمة بالبحر الأبيض المتوسط، أصبح معه المهنيون المحليون عاجزون عن تأمين إقتصادهم المحلي، المبني على الموارد البحرية ومصايد السردين. هذه الآخيرة التي تسيدها الدلفين الأسود.