شهدت مدينة آسفي، مساء اليوم الجمعة، حادثًا خطيرًا تمثّل في اندلاع النيران بحافلة كانت مخصصة لنقل عاملات معامل تصبير السمك، مباشرة بعد انتهاء فترة عملهن.
وحسب مصادر محلية، وقع الحادث في لحظة انتظار العاملات للصعود إلى الحافلة التي اعتدن استخدامها لنقلهن إلى مقرات سكنهن. وفوجئ الجميع باندلاع ألسنة اللهب بشكل مفاجئ في مقدمة الحافلة، قبل أن تمتد النيران بسرعة إلى باقي هيكلها، ما تسبب في حالة من الهلع وسط العاملات والمارة. دون أن يخلف الحادث خسائر بشرية ولله الحمد .
وأكد شهود أن الحافلة كانت في حالة تقنية متدهورة ولا تستجيب لمعايير السلامة المفترضة لنقل العاملات، مشيرين إلى أن هذا النوع من وسائل النقل غالبًا ما يعاني من غياب الصيانة الدورية وضعف المراقبة، وهو ما يزيد من مخاطر وقوع حوادث مشابهة.
وفور علمها بالحادث، هرعت عناصر الوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث تمكنت من السيطرة على الحريق بعد جهود كبيرة، فيما باشرت السلطات المحلية والأمنية تحقيقاتها لتحديد أسباب وملابسات اندلاع النيران.
وقد أثار الحادث موجة من الاستياء وسط العاملات وفعاليات نقابية وحقوقية، التي طالبت بضرورة تدخل الجهات المسؤولة لفرض شروط السلامة على وسائل النقل الخاصة باليد العاملة، وضمان صيانة دورية للحافلات التي تقل العمال والعاملات، تفاديًا لتكرار مثل هذه الكوارث.
ويعيد هذا الحادث إلى الواجهة النقاش حول ظروف نقل العاملات في قطاع التصبير، وغياب الضمانات الكافية لحمايتهن من الأخطار، خصوصًا في ساعات الليل ومع استعمال وسائل نقل مهترئة لا تخضع للفحص التقني بشكل منتظم.
