شب حريق مهول صبيجة الثلاثاء 23 يوليوز2019 حوالي الساعة الثانية صباحا بقرية الصيد أنتريفت، أدى إلى خسائر مادية جسيمة تجرعها البحارة وملاكي القوارب التقليدية، كما أن الحادث سجل وفاة أحد الأشخاص الذي كان يشتغل بقالا.
وبحسب مصادر مهنية مطلعة من الداخلة، فقد إلتهمت النيران، في الساعات الصباحية من اليوم الثلاثاء مجموعة من البراريك ومستودعات عشوائية من القصدير، والكرطون، مخلفة وفاة بقال تم نقله إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بالداخلة، وخسائر مادية وصفت بالجسيمة، حصدت ممتلكات و حاجيات البحارة، بلغت إلى حدود كتابة هده السطور حوالي 50 براكة بمحتوياتها إلى جانب جرار. فيما تواصل السلطات عملية إحصاء للخسائر. كما أن رجال الدرك الملكي اعتقلوا بعض الأشخاص، من أجل تعميق البحث والتحقيق حول الأسباب الرئيسية و ملابسات اشتعال الحريق.
و تابعت المصادر المهنية أن العشوائية في انتشار متلاشيات و مواد قابلة للاشتعال داخل المستودعات المصنوعة من القصدير والكرطون والخشب، و أيضا من البلاستيك و الإسفنج، قد سهل من اشتعال الحرائق، في ظل تعثر مشاريع تهيئة قرى الصيد، و تعطل برامج القرى النموذجية، الذي كان قد خطط له من قبل في شكل من اللامبالاة و الإهمال.
و جاء في تصريح مولاي حسن الطالبي ممثل الغرفة الأطلسية الجنوبية عن صنف الصيد التقليدي لجريدة البحرنيوز، أن الوعود المقدمة لتهيئة قرى الصيد بجهة الداخلة مند 2005 للنهوض بأوضاع البحارة، لازالت رهينة الملفات الورقية و رفوف المؤسسات لحد الساعة، لأن تداخل السلطات في هدا الملف يقول الطالبي، هو المشكل الدي يجعل من عدم تحديد المسؤوليات لجهة معينة بالذات، في تعطل إنجاز المشاريع القطاعية التي تم تقديمها في وقت سابق على الورق.
وأوضح حسن الطالبي، أنه لو منحت السلطات المعنية بقعا أرضية لملاكي القوارب والمهنيين، لبناء مساكن حسب دفتر تحملات خاص، و بتصاميم دقيقة لتجاوزنا حالة القهر، والخطر الذي يهدد حياة البحارة، و مستقبلهم، رغم أننا يقول ممثل الغرفة الأطلسية الجنوبية، “راسلنا في وقت سابق الولاة الدين توالو على تسيير الجهة، وووزارة الداخلية، ووزارة الصيد البحري، و وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية ولكن بدون أي نتيجة تدكر، وكأن أن البحارة مواطنين من الدرجة 19 على حسب تعبير الطالبي، و النتيجة كما ترونها الأن خطر محدق في كل ثانية بالحياة البشرية، وانتشار المتلاشيات والعشوائية في تخزين المواد القابلة للاشتعال، واستفحال ظواهر التعاطي للمخدرات، و الخمر، والقمار بلا حسيب و لا رقيب، وتوافد ذوي السوابق العدلية المبحوث عنهم في غياب تام للمقاربات الأمنية الحقيقية”.
ويأتي الحادث على بعد ثلاثة أيام من زيارة وفذ وزاري هام يتقدمه رئيس الحكومة لتتبع تنزيل المشاريع المبرمجة لتنمية الأقاليم الجنوبية، هذا البرنامج الذي يضم بين تناياه تخصيص إعتمادات مالية مهمة لتفعيل برنامج قرى الصيادين، لاسيما ثلاث قرى صيد وردت أسماؤها في الإتفاق الموقع في إطار المشروع التنموي للأقاليم الجنوبية، يتعلق الأمر بقرى أنتريفت و”البويردة” و”العين البيضا”. وهي المشاريع التي لازالت تنتظر التنزيل والإنجاز على أرض الواقع، لتلافي حوادث مماثلة تهدد الأرواح البشرية والممتلكات المادية. حيث السؤال العريض ما الذي ينتظره المسؤولون المحليون في تفعيل هذه المشاريع وإعادة الإعتبار لقرى الصيد بالمنطة، بإعتبارها رافدا من الروافد المهمة للإقتصاد المحلي؟