سجلت الكميات المفرغة من الأسماك بالواجهة المتوسطية تراجعا خلال السنوات الأخيرة، إذ هبط حجم الإنتاج من 31 ألف طن سنة 2014 إلى حوالي 17 ألف طن سنة 2023. حيث يعزى هذا التراجع إلى انخفاض كميات الأسماك السطحية المفرغة بموانئ هذه المنطقة، والتي تشكل حاليا حوالي نصف إجمالي المفرغات، إذ هبطت من 20 ألف طن سنة 2014 إلى حوالي 8 آلاف طن سنة 2023.
وعدد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي ضمن خرجة صحفية على موقع خص بها Le360 الأسباب التي تكمن وراء هذا التراجع في الكميات المفرغة بالواجهة الشمالية عموما ، بما في ذلك ضغط الصيد المتزايد، خصوصا مع نزوح عدد من مراكب الصيد المتوسطية إلى الواجهة الأطلسية نتيجة التفاعل السلبي لمصيدة الأسماك السطحية مع الدلفين الأسود. كما أكد على دور التغيرات المناخية بما فيها ارتفاع درجات الحرارة والملوحة، لأن هذه التغيرات يمكن أن تؤدي إلى تغيير في توزيع الأنواع البحرية وبزوغ الأصناف الغازية كالسلطعون الأزرق.
وللتغلب على هذه المعيقات يشير الوزير في ذات المنشور الصحفي، برمجت الوزارة إحداث محميتين بحريتين لغاية الصيد في شمال المملكة بالعرائش والناظور، كجزء من التخطيط المجالي البحري، للحفاظ على النظام الايكولوجي البحري، بدعم من البنك الدولي في إطار البرنامج الوطني لتنمية الاقتصاد الأزرق. كما شرعت الوزارة في تثبيت سفن الصيد الساحلي بالشباك الدائرية في الوحدات الفرعية، للحد من حركة هذه السفن والحد من الصيد المفرط، وهو المعطى الذي تود الوزارة تعميمه على الأساطيل الأخرى، مع مراجعة وتحيين مخططات تهيئة المصايد وفق مقاربة علمية للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري.
