قالت مصادر محلية بالوطية أن حادث غرق مركب للصيد الساحلي صنف الخيط “العشيري2″، صباح اليوم بالحوض المينائي بمدينة طانطان، هو ناجم عن تسرب المياه. مبرزة أن يقظة طاقمه الذي كان مرابطا على ظهر المركب، مكنته من النجاة ساعة وقوع الحادث المأساوي.
ووفق ذات المصادر فإن المركب الذي عاد من المصايد المحلية أمس، كان قد واجه تسربات جعلت الطاقم يواجه الأمرين في طريق العودة إلى الميناء لمواجهة المياه المتسربة، والتي إمتدت إلى غرفة المحرك ، ما جعل المركب يواجه أعطالا بين الفينة والآخرى قبل وصوله إلى ميناء الوطية، فيما تؤكد المصادر أن المركب خضع مؤخرا لعملية الصيانة والإصلاح في أحد أوراش إصلاح السفن بميناء أكادير .
وعمد ربان المركب إلى الإستعانة عند رسوه بالميناء ب “قرفاد” أو ما يعرف بنقار الخشب ، لمعالجة بعض الشقوق والأخشاب المتضررة. وهو ما تم بالفعل ، لكن تدخل “القرفاد” لم يكن كفيلا بمنع المركب من الغرق، حيث شوهدت القطعة البحرية صباح اليوم وقد أستقرت في قاع الحوض، فيما تواصل الثيارات زحزحتها يمينا ويسارا. هذا في وقت ربطت جهات محسوبة على مجهز المركب الغرق بطريقة وضع الشباك على ظهر المركب عندما كان يخضع للإصلاح يوم أمس. وهو المعطى الذي تسبب في ميلان المركب وغرقه نتيجة الثيارات البحرية داخل الحوض المينائي.
ونجا طاقم المركب المكون من عدد من البحارة من خطر الغرق، بعد أن قضو ليلتهم على ظهر المركب إستعدادا للإنطلاق نحو المصايد المحلية ، إذ تمكنوا من النجاة بعد ميلا المركب، الذي كان راسيا بجانب مراكب آخرى، ما سهل من مأمورية خروج البحارة من الحادث سالمين. ليغرق المركب في مكان رسو مراكب السردين.
وأفادت المصادر أن المركب الذي كان قد إنطلق من الميناء نحو السواحل المحلية قبل يومين من أجل تجميع معدات صيده، قد ظفر خلال هذه الرحلة بكميات من أسماك “الكولا”، والتي لم يكتب له تفريغها، بالنظر لكون سوق السمك للبيع الأول مغلق في وجه المعاملات تزامنا مع عطلة ذكرى المولد النبوي الشريف.
وفي وقت يبقى الحسم في أسباب الحادث مرتبطا بالتقارير والتحقيقات التي فتحتها السلطات المينائية المختصة بخصوص النازلة، تسود مخاوف محلية من تداعيات الحادث، لاسيما التسرب المحتمل للزيوت والمحروقات التي يحملها المركب، والتي قدرتها المصاد في نحو 600 لتر من الكازوال .
وتعمل قبطانية الميناء على عزل المركب بإخلاء المنطقة المحادية للحادث، ووضع سدود عائمة تمنع أي تسرب محتمل للمحروقات، لاسيما وأن مصالح القبطانية أصبحت على درجة عالية من الخبرة، في التعاطي مع مثل هذه الحوادث، وفق مجموعة من الإجراءات المسطرية، في ظل تعاطيها مع حوادث مماثلة في وقت سابق.
وتعوّل القبطانية على التحرك السريع للمجهز وتحمل مسؤوليته في إنتشال المركب من قعر حوض الميناء، في الآجال القانونية. حيث تفيد الأخبار أن مجهز المركب شرع بالفعل في إجراء إتصالاته مع الجهات المختصة، للشروع في الترتيبات اللازمة، من أجل إنتشال المركب الغارق. خصوصا وان منطقة الغرق تعرف نشاطا كثيفا لمراكب السردين التي تستعد لإستئناف نشاطها بالمصايد المحلية، بعد عطلة ذكرى المولد النبوي الشريف.
وكان الحادث قد إستنفر السلطات المينائية المحلية من قبطانية الميناء، ومندوبية الصيد البحري والدرك الملكي البحري، والسلطات، ومصالح الوقاية المدنية، لاسيما وأن مثل هذه الحوادث عادة ما تتطلب تشكيل خلية أزمة، تضم مختلف المتدخلين المينائيين لتنسيق التدخلات ، في إتجاه مواجهة أي تطورات محتملة للحادث.