أثار تواجد أعداد هائلة من قناديل البحر بسواحل المناطق الشمالية استغراب المواطنين ، وتحديدا بسواحل المضيق. ما خلق حالة من القلق والإرتباك لدى مرتادي الشواطئ وخاصة شاطئ الريفيين، ومارينا سميرس، و كدا انطلاقا من سواحل الرينكون.
البحرنيوز وبحكم اختصاصها في المجال البحري تواصلت في هدا الصدد مع المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، من أجل إجلاء الحقيقة حول انتشار أعداد كبيرة من هدا الكائن البحري، وخطورته على السباحين، و الأسباب الكامنة وراء تكاثره في هده الفترة بالذات. حيث أوضحت مصادر مأذونة من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري للبحرنيوز، أن اللجنة العلمية تراقب بشكل يومي تطور تكاثر نوع من قنادي البحر في السواحل الشمالية، وتقوم بإعداد تقارير في هدا الصدد. إذ أنه في مرحلة أولى تم تحديد نوع قناديل البحر المنتشرة المسماة “pelagia noctiluca”، الذي يتوفر بأعداد كبيرة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. يختفي و يظهر تقريبا كل 10 سنوات. لكن ارتفاع درجات الحرارة جعلت تواجده شبه ثابت في غرب البحر الأبيض المتوسط. ويلاحظ تواجده في أسراب في فصل الصيف. لكن تؤكد المصادر العلمية أن هذا الكائن لا يشكل خطورة كبيرة على المواطنين، و لا خوف أو مخاطر محتملة تنتج عنه أثناء السباحة في البحر.
وأكدت مصادر المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، أنه من الطبيعي جدا أن يشعر مرتادو الشواطئ الشمالية بالقلق والخوف حيال ارتفاع قناديل البحر، و حالة الهلع التي تسببها. إذ أن ظهورها في فصل الصيف أمر طبيعي بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وأيضا بسبب تراجع عدد السلاحف التي تتغدى على هدا الكائن البحري. لتبقى أسباب التلوث، والتغيرات المناخية والخلل في السلسلة الغدائية، من بين العوامل المؤدية لهده النتيجة، كما أن للرياح و التيارات المائية تأثير على حمل قناديل البحر إلى السواحل المغربية.
وجدير بالذكر أن قنديل البحر يستخدمه علماء الحفاظ على البيئة باعتباره مقياسا للبحار، بحساسيته الكبيرة والملحوظة للتغيرات في درجات الحرارة. لذا فإن ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في فصل الصيف، يدفعه للخروج من الماء والإتجاه نحو الشاطئ.