دكت إحدى الجرافات عصر اليوم بميناء الوطية، آخر بناية لمضخات الشفط أو ما يعرف بمضخات الكوانو ، بعد أن ظلت صامدة على الرصيف لسنوات، على الرغم من عطالتها، بعد توقف أدوراها، في ظل الإصلاحات الكبرى التي تم تفعيلها بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة مند العقد الماضي .
ولقيت الخطوة التي تأخرت كثيرا من طرف الشركة صاحبة البناية التي تعد من الشركات النشيطة في السمك الصناعي، إستحسان المهتمين بالشأن البحري بطانطان، على الرغم من أن هذه البناية ظلت جامدة طيلة السنوات الماضية بما تحمله من ذاكرة سلبية، توثق حجم الإستغلال المفرط الذي عرفته السواحل المحلية، عندما كانت الأسماك تتدفق بالأطنان ليل نهار على وجهة الدقيق، حيث كانت تستعمل الآلات الشافطة المتواجدة بالرصيف المينائي، لشفط الأسماك ورفعها.
وشكل إعتماد الصناديق البلاستيكية، وتحديد سقف الكوطا الفردية، توجهان فاصلان، كان لهما الأثر الكبير في القطع مع جلب الأسماك على شكل “العرام”، والتي ظلت توجه لمصانع الدقيق والزيت، إذ أكدت مصادر متتبعة لصناعة الدقيق، أن نظام الكوطا والصندوق قد قلص من المادة الخام الواردة على مصانع الدقيق، بل أكثر من ذلك فقد أصبحت اليوم ناذرة، بشكل جعل العديد من المصنعين يتجهون لطلب الأسماك بأثمنة مرتفعة ، حتى انها تجاوزت في بعض الأوقات الأثمنة المرجعية لسمك السردين الصناعي، المحددة على مستوى مراكز الفرز بالموانئ الوسطى والجنوبية.
وأصبحت المنافسة العالمية، تفرض على المستثمرين تطوير منتجاتهم من مشتقات الدقيق وعصرنة أليات إشتغالهم ، بما يضمن الإستغلال الدقيق للأسماك، التي إرتفعت قيمتها الآولية بشكل خنق المستثمرين، وقلل من هامش أرباحهم، ما جعل من هذا النوع من الصناعات يفقد بريقهه، ولم يعد بذاك الإغراء الذي لازمه في وقت سابق.