عادت مراكب الصيد الساحلي صنف السردين أمس الأحد فاتح شتنبر من رحلاتها البحرية التي دشنت إفتتاح المصيدة الشرقية بعد الراحة الصيفية محملة بكميات مهمة من الأسماك السطحية الصغيرة ، زرعت الكثير من التفاؤل في الأوساط المهنية المحلية .
وأوضحت مصادر إدارية محسوبة على مندوبية الصيد البحري بميناء طانطان ، أن حجم المفرغات كان إستثنائيا أمس الأحد، بعد أن إستقبل مركز الفرز بالميناء 2836 طن من الأسماك السطحية الصغيرة، تم تفريغها من طرف 86 مركبا للصيد الساحلي، بقيمة إجمالية بلغت 8 ملايين و400 ألف درهم .
وأوضحت ذات المصادر أن الأرقام المحققة على مستوى المفرغات تبقى إستثنائية بالنسبة للميناء هذه السنة، مشيرة أن الكميات المفرغات من أسماك السردين تأرجحت بين 10 و 50 أطنان لكل مركب ، وبقالب تجاري غاية في الأهمية يتراوح بين 10 وحدات و 24 سمكة في الكيلوغرم، وهي قوالب تجارية أسالت لعاب المصنعين، خصوصا وأن الأرقام تشير بأن نحو 95 في المائة من المفرغات وجدت طريقها في إتجاه الوحدات الصناعية وسوق الإستهلاك. فيما تبقى صناعة التصبير متعطشة لحد بعيد لهذه الأسماك الصناعية، نظير الطلبيات التي تتوفر عليها.
وخلقت مراكب السردين حركة حيوية مهمة بميناء الوطية ومدينة طانطان عموما، بالنظر لتفرع سلسلة القيمة وتمددتها المختلفة. فيما تبقى المؤشرات المحققة نتاج المجهودات المبذولة من طرف مصالح إدارة الصيد التي إعتمدت إجرات تدبيرية لعقلنة إستغلال المصيدة. وهي حقيقة يؤكدها المهنيون في تصريحات متطابقة، حيث أوضحوا أن مهنيي الصيد بالوطية هم يجنون نتائج الراحة البيولوجية الصيفية المعتمدة بالمصيدة. وهو المعطى الذي بدى جليا من حيث حجم المصطادات، إذ من شأن هذه المؤشرات أن تجعل من ميناء الوطية رقما مهما، في تموين الوحدات الصناعية وتعيد الإعتبار والتوازن لأسواق الإستهلاك.
ويعول الفاعلون على استمرار نشاط الرحلات البحرية المنتظمة بالسواحل المحلية. وذلك في أفق ضمان إستقرار وثيرة الإنتاج، التي تضمن خلق حيوية تجارية واقتصادية بالمدينة من جهة، وأيضا لتغطية، متطلبات الاستهلاك المحلي، والوطني من الأسماك. فيما يؤكد فاعلون محليون على ضرورة عقلنة الإستغلال لاسيما وأن النتائج المحققة ستجذب المزيد من المراكب النشيطة بكل من سيدي إفني وأكادير، وهو معطة وجب التفاعل معه بشكل إستباقي يجنب الميناء “البورباجّ”، ويتح إستدامة المصيدة، في إتجاه تثمين المصطادات للإجابة على الإنتظارات من جهة، وغرس التفاؤل في الأوساط المهنية ومختلف شرائح الإنتاج وصولا للمستهلك.
يذكر أن الوزارة إتجهت إلى إعتماد نظام الراحة البيولوجية بمصيدة شرق طانطان شتاء وصيفا، حيث تمتد راحة الشتاء مابين فاتح يناير إلى نهاية فبراير، فيما حددت راحة الصيف في الفترة الممتدة في اليوم الأول من يوليوز إلى نهاية شهر غشت من كل سنة، وهو نظام للراحة البيولوجية يروم وقف نزيف الصيد بهذه المصيدة، التي تتوالد بها الأسماك، وتتمتع بعوامل مناخية ملائمة، وتوفر أنواع الأسماك السطحية كالسردين، والانشوبا والاسقمري إلى جانب أنواع أخرى من القشريات التي تستوطن المنطقة البحرية .
ومع ذلك سيباع بنفس الثمن أو أكثر، المشكل ليس في الكمية المصطادة فهي كالعادة لم يطرأ عليها تغيير لأن البحر لا يتأثر بالجفاف ، إنما هي ..