يعاني بحارة الصيد التقليدي بنقطة التفريغ “إمسا”، التابعة للدائرة البحرية بالمضيق، من صعوبات متزايدة خلال الموسم الصيفي، نتيجة الضغط الكبير الذي يفرضه توافد المصطافين على المنطقة. حيث أصبح تواجد المصطافين بين القوارب وعلى مقربة منها، يعرقل بشكل مباشر عمليات المناورة والإبحار، ويؤثر سلباً على نشاط الصيد.
هذا الوضع، الذي يتكرر سنويًا بين أشهر يونيو يوليوز وغشت، يفاقم من معاناة المهنيين، خاصة خلال الفترات الحيوية المرتبطة بصيد الأخطبوط، ما يدفعهم إلى تجديد مطالبهم بالإسراع في إحداث نقطة تفريغ مجهزة تستجيب لمتطلبات القطاع، وتضع حداً للعشوائية التي تطبع ظروف العمل بالموقع الحالي.
الحاجة إلى بنية تحتية متكاملة
ويرى مهنيون محليون أن الحل الجذري لهذه الإشكالية، يمر عبر إنجاز نقطة تفريغ مجهزة، تشمل المرافق الأساسية من بنية تحتية، وإدارات، وخدمات تجارية، بما يضمن تنظيم القطاع، وتحسين ظروف إشتغال البحارة. كما سيسهم هذا المشروع في تحديد فضاءات واضحة للمصطافين، بعيداً عن مناطق رسو القوارب، حفاظاً على سلامتهم وسلامة المهنيين.
وأكدت مصادر مهنية لجريدة “البحرنيوز”، أن منطقة “امسا” تفتح ذراعيها للزوار، لكنها في المقابل تطالب الجهات الوصية بوضع حد لاختلاط المصطافين بقوارب الصيد، لما لذلك من آثار مباشرة على سلاسة العمل، وتفاديًا لأي حوادث قد تقع نتيجة تقاطع مسارات الترفيه والعمل المهني في نفس الفضاء البحري.
معاناة متكررة ومصاريف إضافية
ويُضطر العديد من البحارة، حسب ذات المصادر، إلى تحمل أعباء إضافية، من خلال التنقل إلى نقط تفريغ مجاورة من أجل التزود بالثلج والمحروقات المدعمة، وهو ما يزيد من الأعباء المالية والبدنية، خصوصًا في ظل الحاجة اليومية إلى جر القوارب يدويًا، والتفاوض مع المصطافين لإفراغ الممرات البحرية.
وتقول المصادر، في مشهد يكاد يتحول إلى طقس يومي، إن أصوات البحارة تتعالى بنداءات مثل “الله يرحم الوالدين” و”الله يجازيك بخير”، من أجل السماح لهم بالوصول إلى قواربهم أو العودة بها إلى اليابسة.
دعوة ومطالب للتدخل العاجل
وأكدت التصريحات المتطابقة للمهنيين أن مطلب إنشاء نقطة تفريغ مجهزة بـ”أمسا” لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة لضمان استمرارية الصيد التقليدي كموروث ثقافي واقتصادي، ولتوفير شروط ملائمة لنشاط سياحي بحري مسؤول ومتكامل، يعكس الإمكانات الحقيقية للمنطقة.
وفي هذا الإطار، دعت الفعاليات المهنية الجهات المحلية والإقليمية إلى التدخل العاجل، لتنظيم الفضاء البحري، ووضع حد لحالة التداخل بين المصطافين وقوارب الصيد، وذلك لضمان انسيابية العمل المهني، والحفاظ على سلامة الجميع، خصوصًا في ظل تزايد أعداد الزوار خلال فصل الصيف.