كشفت مصادر مهنية من داخل الجبهة أن أسطول الصيد التقليدي بالجبهة وكدا قرى الصيد التابعة لها، يعول على امتهان النشاط الموسمي المرتبط بالنقل السياحي والترفيهي، لما يحمله هذا النشاط من مردودية مالية، تنعش مداخيل بحارة الصيد التقليدي بالمنطقة، في ظل غياب مجموعة من المنتوجات السمكية المحلية.
وأوضح رضوان سوداني العضو بتعاونية سيدي يحيى الورداني بالجبهة، أن أسطول الصيد التقليدي، إنخرط في العمل البحري السياحي مند بداية شهر ماي لسنة 2022 إذ تعمد قوارب الصيد التقليدي المسجلة بالجبهة و نقط التفريغ التابعة لها، إلى تغير أنشطتها من الصيد إلى السياحة البحري. وذلك بالنظر لمحدودية نشاط الصيد، بسبب قلة المنتوجات السمكية بالمنطقة، ناهيك عن المردودية الضعيفة التي طبعت مواسم صيد الاخطبوط الماضي، والذي إتسم بقلة المنتوجات. دون إغفال التحديات التي تواجه موسم صيد التون الذي لا يتلاءم حسب قول سوداني مع فترة مروره بسواحل الجبهة، والمتزامن عادة مع شهري غشت وشتنبر.
وأضاف الفاعل المهني، ان النقل السياحي ارتبط بالذاكرة البحرية والثقافیة والتاریخیة للمنطقة، وهو نشاط متوارث بعد أن ظل سكان المنطقة منذ عقود ، يواضبون على الخروج في رحلات جبلية بحرية ، خلال موسم الصيف، تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة. حيث إعتادت قوار الصيد المحلية على تغيير نمط نشاطها مع كل صيف. إذ لا يمكن لأي دخيل على الميدان، معرفة المنطقة البحرية والجبلية يقول رضوان سوداني ، أكثر من أبناء المنطقة من البحارة والصيادين. فموسم الصيف والسياحة البحرية المطبوعة بخصوصياتها الجبلية، يعدان الملاذ الوحيد للرفع من المستوى المالي لبحارة المنطقة، لاسيما في ظل استمرار الأزمات والإرهاصات المختلفة ، من قبيل استنزاف مراكب الصيد بالجر للمخزون السمكي. وهو الأمر الذي نتج عنه تراجع محاصيل الصيد من المنتوجات السمكية، التي تبقى جد محدودة، حتى أنها لا تتعدى بعض الكيلوغرامات.
وأشار سوداني أن أهمية الموروث الذي تحول مع الوقت إلى مهنة يمتهنها بحارة الصيد التقليدي، تتطلب اليوم تقنين عملية نقل السياح بشكل قانوني منظم، بعيدا عن ولوج المستثمرين الراغبين في التحكم في السياحة البحرية، ومنع قوارب البولستير الوافدة من خارج المنطقة من مضايقة القوارب المحلية، لحماية النشاط المحلي، وضمان التنقل عبر القوارب التقليدية كثراث ظل حاضرا رغم تعدد العقبات، وتوالي العقود، في ظل الطلبات المتزايدة لزيارة المنطقة، ومعالمها البحرية والسياحية مؤخرا.