سجلت مصيدة التناوب بسواحل مدينة الداخلة اليوم الأربعاء 9 غشت 2017 حادثا مؤلما بعد سقوط بحار في الماء لفترة قصيرة لم تمهله الكثير بعد انتشاله من البحر ليفارق الحياة.
وتعود تفاصيل الحادث عندما كان مركب الصيد الساحلي صنف السردين المسمى مدينة العيون بصدد عملية صيد و رمي الشباك في البحر (العملية مقترنة ب ليستو، أي استعداد و لارغا على الله، يعني ارمو بالشباك في البحر) حين سمع ربان المركب من البحارة (بارا يعني أوقف حركية المركب بحار سقط مع الشباك) ليقوم بعملية دائرية بالمركب، في حين توجه مول لفلوكة الى نقطة السقوط، لينتشل البحار الدي سقط في الماء و تم سحبه على ظهر المركب.
و فارق البحار الحياة تتابع المصادر، بسبب شربه لكميات كبيرة من المياه؛ وعدم إلمامه بالسباحة، إضافة إلى عدم توفر الطاقم على تجربة الإسعافات الاولية، و خاصة تلك المتعلقة بإخراج المياه من البطن و تفعيل التنفس الاصطناعي.
فبعدما تلقى البحار الدي يشغل (مول الكوبا) الإشارة لرمي الشباك في البحر. انجرف معها ليسقط في المياه مع العلم أن الاحوال الجوية مستقرة بشكل عادي، فرغم انتشاله من طرف قارب المركب، الذي يتوفر على محرك في حدود زمن قياسي، و نقله للمركب، الا أنه فارق الحياة متأثرا بالمياه الكثيرة التي تسربت الى جوفه.
و قد بلغ ربان مركب مدينة العيون السلطات المينائية عبر جهاز الراديو، عن حالة الوفاة و ظروفها ومعلومات، خاصة عن البحار الدي لقي حتفه.
الى دلك هرعت السلطات المينائية المختلفة، الى أحد أرصفة الميناء بانتظار مركب مدينة العيون، حيث تم إجلاء البحار المتوفى الى مستودع الاموات بالمستشفى الحسن الثاني. وذلك في انتظار اكتمال جميع الاجراءات، من تحقيقات و محاضر و إخبار عائلة الضحية بالحادث.
و للإشارة فقط فإن صفة مول الكوبا على ظهر مراكب صيد السردين، تقتضي مجهود كبير و دقة متناهية. ويقتصر على تجميع الشباك في مؤخرة المركب (البوبا)، و سحبها و جعلها على شاكلة جبل من أجل رميها في البحر توازيا مع أمر لاركا، بحيث أن الكمية الثقيلة تمكن من سحب الشباك من المركب الى البحر في عمليات الصيد و دوران المراكب، في شكل دائري للعودة الى نقطة الصفر.
و قد علم من مصادر مهنية مطلعة، أن 75 مركبا الدين ينشطون بسواحل مدينة الداخلة سيوقفون نشاط رحلاتهم البحرية، هده الليلة حدادا على البحار المتوفى وهي خدمة تضامنية مع البحارة على أقلهابحارمص.